2024
Adsense
أخبار العالم

توصيات ومقترحات ندوة “مستقبل الصحافة الورقية بالعالم العربي”

كتبت : أميرة خالد

أصدر المشاركون في ندوة “مستقبل الصحافة الورقية بالعالم العربي” ، أمس الثلاثاء،  عبر تطبيق الزووم جملة من التوصيات.

حيث ناقش المشاركون في الندوة من ذوي الاختصاص مستقبل الصحافة الورقية في ظل التطورات الرقمية المتسارعة ومتغيرات الأحداث المحلية والإقليمية والدولية.

وشارك في الندوة نخبة من المتحدثين المتخصصين بالشأن الإعلامي وهم الأستاذ حسين دعسة الباحث والمحلل في استراتيجيات الاعلام ، ومدير تحرير جريدة الرأي الأردنية ومستشار وزير الثقافة الاسبق ، والأستاذ طالب بن مبارك المقبالي ، رئيس تحرير صحيفة النبأ الإلكترونية وعضو جمعية الصحفيين العمانية ، كما شارك الأستاذ سالم الجهوري نائب رئيس مجلس العلاقات العربية الدولية (كارنتر) للشؤون العربية ، والأمين العام  المساعد لاتحاد الصحافة العربي فيما أدار جلسات الندوة النقاشية الصحفية أميرة خالد رئيس قسم الأخبار والتقاير بجريدة نداء الوطن الدولي وعضو قطاع الشؤون الإعلامية والرأي العام بمجلس العلاقات العربية الدولية (كارنتر).

واستهدفت الندوة  الوقوف على التحديات التي تعاني منها الصحافة الورقية بالعالم العربي وما تواجهه من صعوبات كضعف التوزيع ، والتكلفة المادية الضخمة لمستلزمات الطبع ، والسبق التليفزيوني، وغزو الصحافة الإلكترونية.
وأكد ” حسين دعسة” من خلال الورقة التي قدمها في الندوة  أن أسباب تراجع تأثير الصحافة العربية المطبوعة جاء بسبب التحولات الكبرى في الإعلام العالمي، منذ أكثر من ثلاثة عقود مضت من حيث التغيير في الشكل، ونسب الإعلان.
وأشار ، أن الدراسات الإستراتيجية أفادت في هذا القطاع الذي انفتح على التغيير واخترق كل النظم والتطبيقات، التي يمكن أن تحمل رسالة الإعلام للجماهير.
وقال ” دعسة “ عربياً غاب الإعلام لأسباب بيروقراطية، أما فيما يخص  أسواق التغيير والتحديات، فقال: ، بقى يكابر إلى أن فقد فرص الأثير مع اجتياح وسائل التواصل الاجتماعي، ومنظمة الروابط والشركات الداعمة لها.
وأوضح ، أن الرؤية الاستشرافية كانت منذ تسعينيات القرن الماضي، في غيبوبة، وبقيت علاقات الإعلام العربي مرتبطة بالسلطة ومحددات العمل الاعلامي، وفق الرؤية الأمنية، وليس بعيد عن المجتمع والدولة والناس، وأضاف ان حدث الاحتلال وتخلخللت معه ثوابت الإعلام العربي.
فيما أشار ” طالب المقبالي” من خلال ورقته التي قدمها في الندوة بعنوان ” الصحافة الالكترونية ..واقع العصر الجديد” ، أن الصحافة الورقية واجهت العديد من الصعاب والمشاق بدءًا من البحث عن الخبر ومن ثم صياغته ، وانتهاءً بطباعته ، ووصوله إلى يد القارئ في اليوم التالي في إحساس من المتعة بوصول المادة إلى يد القارئ .
وتابع ، أن هذا الأمر كان جيداً في وقت نفتقد فيه إلى وسائل التواصل السريعة التي تنقل الخبر والحدث فور وقوعه، ومن الطبيعي أن يقول القارئ ، وقع كذا وكذا يوم أمس أو قبل يومين ، أو حتى قبل أسبوع أو شهر ، ففي الخبر متعة وإن مضى عليه الوقت آنذاك.
وأشار ” المقبالي” أن اليوم وفي عصر التقنية ، وسرعة التواصل التي سرعت وسيلة إيصال الخبر فور وقوعه، من خلال البث المباشر من موقع الحدث، أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة التي تستقطب ملايين القراء والمتابعين ، فقد أصبحت الصحافة الإلكترونية هي البديل المناسب لمواكبة هذه الطفرة التقنية.
واستطرد قائلاً ، من خلال تجربتي الطويلة في الصحافة الورقية، والتجربة القصيرة في الصحافة الإلكترونية التي لم تتجاوز أربع سنوات ، فإن الفارق كبير في أعداد القراء والمتابعين ، كما ألاحظ حرص أصحاب الفعاليات في الحصول على رابط الخبر فور نشره دون انتظار للغد ، وبالتالي تقوم الجهة المنفذة للفعالية بنشر رابط الصحيفة، وروابط النشر في مواقع التواصل الاجتماعي، وقل ما نجد أحد يسأل عن النشر الورقي.
بعكس ما كان في الماضي ، حيث يطلب صاحب الحدث نسخة من الصحيفة الورقية المنشور فيها الخبر لتبقى مجرد ذكرى ، وقد لا يعلم عن النشر من هم في المكاتب الأخرى من ذات المؤسسة التي نفذت الفعالية.
وأكد ، أن كثير من الصحف الورقية قد تحولت تحولاً كاملاً كصحف إلكترونية كونها الأكثر وصولاً إلى القارئ والمعلن ، وتتيح النقر المباشر لروابط الإعلانات ، مع روابط أحداثيات المواقع للوصول إلى مقرات الشركات المعلنة.
وأعرب ” طالب المقبالي “ عن وجهة نظره حيث قال، باعتباري أعمل في مجالات تقنية المعلومات والتصميم وإدارة المواقع وتصميم التطبيقات للهواتف الذكية فإن العصر هو عصر الصحافة الورقية دون أدنى شك ، فهي التي توصل القارئ الوصول الفوري إلى مبتغاه.
فلم يعد العالم نتيجة لهذه الثورة التقنية مجرد قرية صغيرة كما وصفها مارشال ماكلوهان ، وإنما تحول إلى غرفة أو مبنى واضح المعالم والأبعاد كما قال المفكر الإيطالي تشارلز كولي.
واتفق كلا من ” المقبالي” و”دعسة “ في نقطة أن هناك العديد من الصحف الورقية في الوقت الحالي قد تحولت إلى صحف إلكترونية في بريطانيا وأمريكا ودول غربية أخرى، وكذلك الحال في بعض الدول العربية ، ومن بينها جمهورية مصر العربية التي شهدت وقف الإصدارات الورقية، حيث صدر قرار بوقف الإصدارات الورقية لعدد من الصحف المسائية المملوكة للدولة وتحويلها إلى منصات إخبارية إلكترونية اعتبارا من منتصف يوليو من عام 2021م وهي الأهرام المسائي الصادرة عن مؤسسة الأهرام، والأخبار المسائي الصادرة عن دار أخبار اليوم، والمساء المصرية الصادرة عن دار التحرير.
وان الأمر لم يقتصر التحول الإلكتروني أو الإغلاق وتسريح العاملين في مجال الصحافة الورقية إلى الدول العربية ، وإنما شمل صحف ورقية أجنبية عريقة ذائعة الصيت قد قلصت توزيعها الورقي وألغت آلاف الوظائف وتسريح أعداد كبيرة من العاملين فيها، من بينها صحف واسعة الانتشار كصحيفة شيكاغو تربيون وبوسطن غلوب وانجلوس تايمز، ومجلة تايم الأميركية الشهيرة.
فيما أكد ” سالم الجهوري” إن الصحافة الورقية تعاني بشكل كبير في ظل وجود الصحافة الالكترونية التي خفضت متابعة الصحف الورقية ، حيث سرعة وصول الخبر للقارئ في نفس اللحظة وهو في مكانه دون الحاجة إلى الحصول على الصحيفة الورقية.
وتابع ، أن هذه المواقع الالكترونية أصبحت الان تمثل مصدر الدخل الأول لأي وسيلة إعلامية، مما يضع الصحف الورقية أمام تحدٍ بالغ الصعوبة في تدبير نفقاتها وقدرتها على الاستمرار والتواجد مع تطوير محتواها حتى تجذب القارئ إليها مرة أخري .
واشتملت الندوة على أربعة محاور رئيسية، وجاء المحور الأول بعنوان أسباب تراجع تأثير الصحافة العربية المطبوعة، والمحور الثاني بعنوان التحديات التي تواجه الصحافة العربية لكي تستمر متمثلة في (ضعف التوزيع _ السبق التليفزيوني _ غزو الصحافه الإلكترونية) ، والمحور الثالث عن احتياجات جماهير الصحافة العربية وهل مازالت تحتل الصداره لديهم ، أما المحور الرابع والأخير عن مستقبل الصحافة العربية في ظل الثورة التكنولوجية
تلى ذلك إعلان عدد من التوصيات التي دعا إليها المشاركون، وهي:ضرورة تطوير الصحف والإصدارات الورقية نفسها ومضمونها في إصداراتها المطبوعة، ولنا مثل في بعض الصحف العالمية التي طورت إصداراتها المطبوعة
وأن يؤهل الصحفيون العاملون في تلك الإصدارات الورقية للعمل في بيئة إصدار إلكتروني، وليس الوجود على المنصات الإلكترونية بنفس الفكر ونفس أسلوب العمل، لأنه في هذه الحالة لن يكون هناك أي إنجاز سوى توفير ثمن الورق والحبر.
وتضمنت التوصيات أيضا ، ضرورة التواجد على مواقع رقمية بالتوازي مع التوزيع الورقي وتشجيع الإعلان على هذه المواقع التي تعتمد على نشر المحتوى الكامل للطبعات الورقية.
ودعت التوصيات إلى ضرورة التفكير بأسلوب القراء أنفسهم والتركيز على المحتوى الذي يرغب القارئ في الاطلاع عليه والاستمتاع به ويشمل هذا أيضاً تصميم الصحيفة.
وهذه التوصيات من شأنها أن توقف تراجع حجم تأثير الصحافة الورقية، خاصة أن الصحافة الورقية لها أيضاً وجودها مع تواجد وسائل الإعلام الأخرى.  (كالصحافة الورقية – والصحافة المصورة) وهي تعتبر الوسيلة الام منذ بدايتها في عام 1690.
وأعرب “الدكتور طارق ال شيخان الشمري” رئيس الجمعية العربية للصحافة والاعلام ارابريس ، ومجلس العلاقات العربية الدولية كارنتر ، عن شكره لجميع المشاركين في الندوة ، مؤكدا إن توصيات الندوة سوف يقوم بتسليمها للكيانات العربية كمجلس التعاون ، والجامعة العربية، للنظر وإتخاذ اللازم .
وأشاد  “سالم الجهوري”  بمداخلات المتحدثين الذين أسهموا بآراء قوية ذات قيمة فيما يخص مستقبل الصحافة الورقية في العالم العربي في ظل وجود الصحف الإلكترونية .

 

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights