نافذة خطيرة
أحمد بن موسى البلوشي
للحياة نوافذ كثيرة ومتعددة، نوافذ ربما لا يمكن الاستغناء عنها لأنها تمثل جزءا من الحياة التي نعيشها، وكذلك لكل منزل نوافذ متعددة ومتنوعة، وهنا لا أقصد الفتحة الموجودة في جدار المنزل أو في الباب أو في السقف؛ بل نوافذ من نوع آخر، وهي خطيرة علينا وعلى أفراد أسرتنا، بل يجب علينا أن نتعامل معها بإحكام وصرامة وكثير من العقلانية والاتزان، لا يمكن إغلاقها بصورة نهائية لأنها تمثل جانبا من جوانب الحياة ومصدرا من مصادر العلم والمعرفة، ولا يمكن الاستغناء عنها، بل يمكننا فتحها وقت ما نريد ونتحكم في فتحها حسب الحاجة والاهتمام.
تصريح سعادة الشيخ المدعي العام الذي يقول:” احتلت قضايا تقنية المعلومات المرتبة الثانية بسلطنة عُمان، وقفزت هذه القفزة بما يشكل نذير خطر”، ” هناك نافذة خطيرة وموجودة في بيت كل واحد منا يجب علينا الانتباه لها، والقليل منا الذي يعي خطورة جرائم تقنية المعلومات”، والنافذة المقصودة هنا هي أدوات تقنية المعلومات وقنواتها الموجودة معنا بالمنزل بكافة أنواعها، هذا التصريح يجعلنا أن نراجع الكثير من الأمور حول هذه النافذة وكيفية استخدامها من قبل الأطفال في البيت، وتوجيههم التوجيه السليم حول كيفية فتحها وإغلاقها، نافذة ربما فتحها وتركها على الغارب سيؤدي إلى قضايا ومشاكل نحن في غنى عنها، الجميع منا يتساهل معها ولا يعيرها الاهتمام الكبير والسبب في ذلك قلت معرفتنا بخطورتها، ولكن عندما نقع في المحظور وقتها ندرك بأن التحكم في هذه النافذة ضروري ومهم، وأحيانا يكون قد فات الوقت للتعديل والتصحيح والتحكم في هذه النافذة، ويكفينا ما نسمعه من القضايا في المجتمع حول هذه النافذة وخطورتها.
في الزمان الماضي كانت المخاوف على الأولاد تقتصر على بعض الأمور السهلة والبسيطة، ولكن بعد غزو تقنية المعلومات لنا أصبحت المخاوف أكبر وأكثر وذلك لتنوع استخدامات هذه التقنية وأدواتها، فلا يكاد يخلو بيت من هذه الأجهزة التكنولوجية الحديثة كالهاتف النقال، وجهاز الكمبيوتر وغيرها من الأجهزة الأخرى، ولا ننكر الدور الذي تقوم به في تطوير مهارات الأطفال، وتنمية مواهبهم، ودعمهم بالمعارف والمعلومات في الكثير من المجالات المختلفة، ولكن هل نحن نتحكم في استخدامها أم أن المجال مفتوح للأطفال باستخدامها كيفما يشاؤون ووقت ما يريدون دون حسيب ورقيب؟.
التوعية مهمه جدا في هذا الجانب، والتوعية لا تقتصر على الأطفال فقط بل للبالغين كذلك، فكثير من قضايا هذه النافذة هم من البالغين والراشدين وأولياء أمور، لذا وجب التكاتف بين الجميع؛ بين المؤثرين بالمجتمع والمؤسسة الدينية والمتمثلة بالمساجد والمؤسسات الحكومية المختلفة للقيام بهذا الدور ونشر الثقافة السليمة حول هذه النافذة وكيفية التعامل معها، والتوعية المستمرة لهذه الفئات من المجتمع حتى نصل للهدف المنشود وهو الفهم العام لأهمية نافذة تقنية المعلومات وخطورتها، وكيف يمكن استخدامها بما يعود بالنفع علينا.