2014
Adsense
مقالات صحفية

الحقوق الزوجية في الإسلام (٥)

 د. عبد الحكيم أبوريدة

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد،
فمن الحقوق التي أوجبها الإسلام للمرأة (المعاشرة بالمعروف)، قال تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}. (النساء: من الآية 19).

وقد أكّد النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا الحق في أعظم مجمع عرفته الدنيا في ذلك الوقت، حين خطب الناس في يوم عرفة، فقال:(فَاتَّقُوا اللَّهَ في النِّسَاءِ؛ فإنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بأَمَانِ اللهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بكَلِمَةِ اللهِ، وَلَكُمْ عليهنَّ أَنْ لا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ، فإنْ فَعَلْنَ ذلكَ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غيرَ مُبَرِّحٍ، وَلَهُنَّ علَيْكُم رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بالمَعروفِ). (مسلم: 1218).

والآيات والأحاديث في إثبات هذا الحق للمراة أكثر من أن تحصى، والمراد بالمعاشرة بالمعروف أن يعامل الزوج زوجته معاملة حسنة فيها القول الطيب، والخلق الكريم، ومفهوم المعاشرة بالمعروف يتسع ليشمل إعطاءها حقوقها كاملة من مهر ونفقة وعدل في المبيت والنفقة والصبر على ما يقع من الزوجة من هفوات قد تعكّر صفو الحياة الزوجية.

وقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (لا يفرَك مؤمنٌ مؤمنةً إن سخِطَ منْها خُلقًا رضِيَ منْها آخرَ). (ابن كثير: 2/212).

ومن المعاشرة بالمعروف عدم الهجر إلا في البيت ( فعن مُعَاويَةَ بنِ حَيْدةَ رضي الله عنه قَالَ: قلتُ: يَا رَسُول اللَّه، مَا حَقُّ زَوْجَةِ أَحَدنَا عَلَيْهِ؟ قَالَ: أَن تُطْعمَها إِذَا طَعِمْتَ، وتَكْسُوهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ، وَلا تَضْربِ الْوَجْهَ، وَلا تُقَبِّحْ، وَلا تَهْجُرْ إِلا في الْبَيْتِ). حديثٌ حسنٌ، رواه أَبو داود (2142).

ومن حُسن العِشرة عدم إفشاء ما يدور في البيت من أسرار الجماع وغيره (عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -رضى الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: إِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الرَّجُلُ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ، وتُفْضِي إِلَيْهِ، ثم يَنْشُرُ سِرَّهَا). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ
والله من وراء القصد، وهو يهدي السبيل.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights