قراءة في فن التسويق السياحي(5) دراسة بحثية مختصرة
محمد علي البدوي
الطلب السياحي هو الرغبة في الحصول على منتج سياحي معين، أو يمكن القول: إنه مجموعة الدوافع والميول التي تتشكل لدى السائح، وتدفعه إلى البحث عن منتج معين، والسعي المستمر للحصول عليه.
ويمر الطلب السياحي بعدة مراحل مختلفة يصبح بعدها فاعلا في عملية التسويق، وبدون هذه المراحل لا يمكن أن يكتمل الطلب السياحي، ومن أهم مراحل الطلب السياحي:
١ -مرحلة تقديم المنتج:
وهي مرحلة يمر بها الطلب على المنتجات السياحية الجديدة التي يتم تقديمها إلى السوق السياحي لأول مرة، أو بعد مرحلة تدهور لأسباب متعددة بالنسبة للمنتجات القائمة؛ حيث يبدأ الطلب في هذه المرحلة من نقطة الصفر، ثم ينمو، لكن بمعدل منخفض، وتتبع المنظمات السياحية مجموعة إستراتيجيات في هذه المرحلة، منها:
*التركيز عادة على السائحين الأكثر استعدادا لدخول السوق.
*تحديد السعر عادة عند مستوى مرتفع.
*تركيز الجهود الترويجية في هذه المرحلة.
٢ -مرحلة النمو:
في هذه المرحلة يزيد الطلب على المنتجات السياحية، وتتزايد الإيرادات الناتجة عن تدفق الطلب من فترة زمنية إلى أخرى خلال هذه المرحلة، وتتبع المنظمات والهيئات السياحية خلال هذه المرحلة عدة إستراتيجيات، منها:
*استمرار أسعار المنتجات السياحية كما هي، أو تخفيضها قليلا.
*البقاء على مستوى الإنفاق الترويجي كما هو، أو زيادته قليلا.
*التوسع في قنوات المنتج السياحي، مثل الوكلاء وغيرهم.
*تطوير المنتجات السياحية الحالية.
٣- مرحلة النضج:
حيث يصل الطلب السياحي في هذه المرحلة إلى حدوده القصوى في بدايتها، ثم يبدأ في الانخفاض، ولكن بمعدلات منخفضة جدا في نهايتها، وتتبع المنظمات السياحية عدة إستراتيجيات، منها:
*فتح أسواق جديدة؛ لتنشيط الطلب وزيادته على المنتجات السياحية.
*تخفيض أسعار المنتجات الحالية.
*استخدام تنشيط المبيعات كأسلوب ترويجى مهم في هذه المرحلة.
*تقديم برامج سياحية خاصة سواء للأفراد أو المنظمات.
٤- مرحلة الانحدار:
يقل الطلب على المنتج السياحي في هذه المرحلة، وتتناقص مبيعاته بشكل سريع؛ إما بسبب عوامل خارجية، وإما بسبب قصور في الممارسات التسويقية للمنظمات السياحية.
لذا يجب عدم الاكتفاء بسياسة رد الفعل، واتخاذ إجراءات سريعة، والنظر في إعادة توزيع الجهود والموارد.
علاقة الطلب السياحي بالمتغيرات:
مما لا شك فيه أن هناك عدة متغيرات بالإضافة إلى سعر المنتج السياحي تؤثر في حجم الطلب على المنتج السياحي، ومن هذه المتغيرات:
١- دوافع السائحين:
من المسلم به أن دوافع السائحين تلعب دورا مهما في تحديد حجم الطلب على المنتج السياحي في بلد ما، وهو ما يعني أنه كلما تعددت هذه الدوافع وتباينت زاد الطلب، والعكس صحيح؛ لذلك يجب على المنظمات والهيئات السياحية إجراء الدراسات وبحوث السوق من فترة لأخرى؛ للتعرف على هذه الدوافع، ومعرفة التغيرات التي طرأت عليها – إن وجدت – وتوفير المنتجات السياحية بخصائص محددة لإشباع الرغبات.
٢- المستوى الثقافي للسائحين:
مع ارتفاع المستوى الثقافي للسائحين سواء داخل الدولة أو خارجها؛ يزيد الطلب على المنتجات السياحية، والعكس صحيح.
وقد أكدت العديد من الدراسات أثر التعليم في زيادة الطلب على المنتج السياحي.
٣- مستوى دخل السائحين:
مع زيادة دخل السائحين؛ يزيد الطلب على المنتج السياحي، والعكس صحيح؛ لذلك يجب على المنظمات والهيئات السياحية دراسة أوجه إنفاق السائحين.
٤- توقعات السائحين:
إن توقعات السائحين لا تحدد – فقط – حجم الطلب على المنتج السياحى؛ وإنما أيضا مستوى جودته.
٥- أسعار المنتجات السياحية المنافسة:
نظرا لمرونة الطلب على المنتج السياحي بالنسبة للسعر؛ فإن أسعار هذا المنتج في الأماكن الأخرى التي تقدمه تؤثر إيجابا أو سلبا على الطلب في منطقة ما؛ لذلك فإن المنظمات السياحية تسعى لمعرفة الأسعار ودراستها في المناطق السياحية الأخرى، وربط ذلك بمستوى جودة الخدمة السياحية المقدمة.
ولكي تنجح خطط التسويق السياحي؛ لا بد من دراسة الطلب السياحي، ومعرفة كل العوامل التي تؤثر فيه؛ حتى يتم وضع إستراتيجيات؛ لمواجهة التحديات، ولتدعيم الإيجابيات من أجل مزيد من الجذب السياحي المنشود.
حفظ الله شعوبنا العربية.