خلجات روح من بيت الله العتيق
فتحية العلوية
رب أخٍ لك لم تلده أمك نعم، يحفظك الله الكريم الرحيم مالك الملك فاطر السماوات والأرض.
يحفظك المولى أينما كنت يا أخي، الذي لم تلده أمي، ولم يشاطرني بدمي، ولم يرتشف من حليب رضاعتي، بل جمعتنا كلمة التوحيد، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
أخوة الدين والترابط الروحي …
ربما هي كلمات بسيطة تقع على عين من يسمعها وأذنه، ربما يقول بعضنا: هي كلمات كتلك الكلمات التي تقال وتحكى، وترسل وتهدى لبعض الأشخاص، ولكن أن تأتيك هذه الحروف المسبوكة بالعسجد، والمشكوكة باللؤلؤ، ومزخرفة بماس الحياة، من روح لا تمت لك بصلة، ولا قرابة، ولا مودة.
تفتح جوالك لتجد هذا النور المتوهج النابض بالبهجة والسرور قد وضع هذه الترتيلات الجميلة المتناغمة في طيات صفحات حياتك.
أي شعور يخالج قلبك وروحك؟ أي شعور يلامس وجدانك حتى يخفق قلبك وتدمع عيناك فرحاً وشوقاً يقودك إلى زيارة تلك البقعة الطاهرة؛ لكي ترد ولو جزءا من هذا الصنيع الإنساني؟
لا أعلم ماذا صنعت لهذه الروح؛ لأنني لا أذكر أي صنيع قمت بتقديمه له؟!
رباه، ما أعظمك ما أكرمك يا خالقي!
يعجز لساني عن شكرك؛ لأنني لا أعلم أي صنيع فعلته، وأي معروف منحته، وأي كسر جبرته، لأسعد وأطير فرحاً من هذه الكلمات.
فشكراً لك يا إلهي، شكراً لك.
والحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركًا فيه حمداً وشكراً، وتخر له الجبال ركوعاً والهامات سجوداً، شكراً لك يا ربي.
كلمات أسرت روحي، وأدمعت عيناي.
((من بيت الله العتيق أدعوك يا رب، بأن ترزق وتكرم وتشفي وتعطي وتسر أمرا، وتحقق أماني عبدتك العلوية التمامية؛ إنك على كل شيء قدير..))
بحجم السماء والأرض شكراً لك أخي العزيز