2024
Adsense
مقالات صحفية

سلام، يا دنيا!

أمل مصطفى

عند إشراقة شمس كل صباح تتعدد الأمنيات فى القلوب شوقًا لتحقيقها، ويسطع البريق فى العيون أملًا ورجاء من الله لتيسيرها.
فما أمنياتنا التى نرجوها غاية أهدافنا التى نسعى إليها؟ جميع الأمنيات تنحصر فى أمنية واحدة، وهى الشعور بالسلام الداخلى، والأمن والاطمئنان، فما أجملها أمنية ! وما أجمل شعور الإنسان حين ينسى! ويتجاوز عثرات الزمن والأيام وصعوباتهما، ويشعر فى نفسه بالأمان والسلام والتصالح مع الذات.
عندما نتغافل، ونتجاوز أوجاعًا أخذت من العمر سنين، فهو قوة وصبر وإيمان ويقين بأن الله لا ينسى أبدًا قهرًا أو ظلمًا مزّق العروق ألمًا، ونزف القلب منه وجعًا ، ويعوضنا دائمًا عنه بكل الخير.
تقسو علينا الحياة أحيانًا، ويقسو علينا بعضنا غالبا، ويتملّك حينها القلبَ إحساسٌ وشعورٌ بغيضٌ، وهو الكره للذين أفسدوا علينا كل جميل فى الحياة، وأفسدوا فينا القدرة على الحب والعطاء، والعفو والغفران، وحاولوا أن يقتلوا فينا – بدم بارد – الحلم والأمل والثقة فى أنفسنا، لولا نور الله الذى يشرق فى أرواحنا؛ فيحييها.
تقول الكاتبة ( إِلِيفْ شَفَقْ ): (لا أريد أن أعني لأحد شيئا، إني أريد السلام ؛ السلام الداخلي الذي يكون دون مدد من أحد، بل من الله يُسكب في القلب).
قد نصادف أناسا نورهم وإشراقهم يسطعان منهم على الرغم من علامات الزمن عليهم، وتأثيره، ورسم خطوطه فى ملامحهم ؛ مما يجعلنا نميزهم من بين البشر، ونعرفهم، بل نسعى إليهم وهم من يتمتعون بالسلام النفسى، والتصالح الذاتى؛ فتكون صحبتهم جنة، والمكوث بجانبهم بمثابة الطاقة الإيجابية التى تساعد على تجاوز عثرات الحياة.
ولكن كيف السبيل إلى التصالح الذاتى، والسلام النفسى وسط هذا الصخب من الأحداث والتوتر فى الأجواء، والصراعات ، والمشاحنات اليومية ؟ كيف ننعم بالسلام فيكِ يا دنيا، ونحصل على كنز السكينة فى قلوبنا ؟
إن العثور على السلام الداخلي يعد إنجازًا رئيسًا للحياة، علما بأنّ المحافظة عليه هي الأصعب على الرغم من أنه شعور يصعب الوصول إليه، درّب عقلك على التعامل مع الحياة كما هي، وليس كما تظن أنها يجب أن تكون ، آمِنْ بالسلام، واعمل على تطبيقه لا تكتفِ فقط بالحديث عنه.
ولكي تصل إلى هذه الحالة النورانية عليك أولا أنْ تتصالح مع ذاتك، وتتقبّلها، وتتوقّف عن معاتبتها ولومها، وتحفز، وتشجع نفسك على المزيد من التطور، وابعث فى روحك الثقة دائمًا ، واختلِ مع نفسك فى جلسة هادئة على أنغام عذبة ترتشف فيها كوبًا من الشاى الدافئ، ومع كل رشفة منه رضا وعزيمة وإصرار وطمأنينة ، وتنفس الهواء النقى، واحمد الله على نعمة الحياة والوجود والأمل فى غدٍ أفضل.
وعند التصالح مع ذاتك سوف تتصالح مع العالم، وتنظر إليه نظرة أخرى، وترى النور يشرق على روحك؛ فيوقظها من ثباتها، ويتدفق الشعور بالنشاط والإبداع إلى أرجاء نفسك، وتكون أقوى بذاتك ، فلا يستطيع أحد أن يهزمك، وتقبل العثرات وكلك إصرار وعزم على تخطيها واجتيازها، وطوّر حياتك، وصفِّ ذهنك من الأفكار التى تؤرقك، وخذ قسطًا كافيًا من الراحة؛ ليتمكن العقل من التفكير السليم، واجتياز الكثير من المشاكل، واعمل كل عمل تحبه، وترتاح فيه نفسك، وهذا يساعد على تجديد كثير من الطاقة السلبية المشحونة داخلك، وجدد طاقتك دائما بالإبداع والعمل والنشاط والرياضة ، واتبع كل سبيلٍ يخلصك من أىّ قلق وتوتر، وأول السبل هو التغافر والتغافل عن الكثير من الأفعال التى لا تروق لك، والتجاوز عنها برقى.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights