قراءة فى مدونة الأخلاق السياحية
محمد على البدوي
تهتم السياحة بالتوفيق بين حماية البيئة، والتنمية الاقتصادية، ومحاربة الفقر علي نحو مستدام وفقا لما اتفق عليه العالم في قمة الأرض التى عقدت عام ١٩٩٢.
وتهتم السياحة بحقوق الأفراد فى استخدام أوقات الفراغ فى الترفيه والسفر، وتنظر السياحة إلى الإنسان باعتباره محور التنمية؛ ولذلك تولي منظمة السياحة العالمية اهتمامًا خاصًّا بتعزيز النظام السياحى العالمى مع شراكة حقيقية مع القطاع الخاص، وأصحاب المصلحة من أجل تحقيق عدالة منصفة، وتنمية مستدامة فى ظل اقتصاد عالمي متحرر ومنفتح.
وتؤمن منظمة السياحة العالمية بأن التفاهم، وتعزيز القيم الأخلاقية بين الثقافات المختلفة سوف يؤدى إلى مزيد من السلم العالمى، كما أن احترام تنوع المعتقدات الدينية والأخلاقية سوف يقلص الفجوة بين المجتمعات، ويعمل على نبذ روح التعصب التى أصابت معظم شعوب العالم.
وتؤكد أخلاقيات السياحة التى تم الإشارة إليها فى بنود المدونة العالمية لأخلاق السياحة على ضرورة أن تهتم الصحافة السياحية بتسليط الضوء على إنجازات القطاع السياحى عالميا، وأن تقدم معلومات دقيقة وصحيحة لأهل القطاع والمهتمين، وعدم تشجيع التطرف.
كما أكدت بنود المدونة على ضمان حقوق العاملين بالقطاع السياحى، وحقهم الأصيل فى الحصول على تدريب مناسب، وحقهم فى حماية اجتماعية تضمن استمرار عملهم فى القطاع.
وتؤكد السياحة كصناعة تبادلية على أهمية تبادل الخبرات، ونشر التجارب التى تقوم بها الدول، وعدم فرض نماذج ثقافية معينة على الدول المضيفة، وتشجيع الشراكات الدولية، وتحفيز القطاع الخاص – ليس فقط – عن طريق سن القوانين، بل وقبل كل شيء عن طريق معرفة تطلعاتهم ومشكلاتهم، وحلها بسرعة.
وتهدف السياحة إلى بناء مجتمع عالمي قوى قادر على تجاوز المحن والصعوبات خاصة الاقتصادية عن طريق تشجيع الاستثمار الهادف، وفتح سبل التعاون بين المستثمرين فى كل البلدان السياحية؛ لتحقيق المكاسب المادية والاجتماعية.
ولا تنفصل السياحة عن مشاكل الشعوب، بل تكون طرفا مشاركا فى حل مشكلات المجتمعات الفقيرة، ويتم ذلك بالمشاركة مع السكان المحليين فى عملية تنمية للموارد المتاحة، وتمكين المحللين من الحصول على فرص عمل ملائمة ترفع من مستوياتهم الاجتماعية، وتحقق لهم الازدهار.
ومن أهم ما تدعو إليه السياحة هو الحفاظ على التوزيع العادل للتدفقات السياحية؛ بحيث تجنب أن تحظى بعض البلدان بالنصيب الأكبر بينما تعانى بعض الدول المضيفة من تراجع معدلات التدفق.
ومن الجدير بالذكر أن السياحة ومنظماتها الدولية المتعددة تهدف إلى بناء علاقات متوازنة بين الدول من أصحاب المصلحة، وتعزيز قيم التواصل تحقيقا لرؤية السياحة فى تعميم فكرة التكامل بين الشعوب والمجتمعات.
لقد طورت السياحة من قدرات الأفراد والدول، وساهمت فى كثير من عمليات التنمية على كافة الأصعدة؛ مما جعلها الصناعة الأهم فى العصر الحديث.
حفظ الله شعوبنا العربية.