2014
Adsense
قصص وروايات

(وطـني الحَـبيب الخـالِـد..)

فؤاد آلبوسعيدي
إلى الحبيب الأبيّ الخالد..

(لك دوماً كلّ الإحترام على مدى الأيّام والسّنين)

سلامٌ إليك وتحيّة طيّبةٌ وبعد؛

إليك أكتب بدايات هذه السّطور ولست ذي معرفةٍ لأعلم كيف تكون هي الحروف أنيقة وجميلة عندما تُكتب للأحبة والأخلّة الذين بنينا لهم منازلاً لا يهدمها زلزال، وعمّرنا لهم دياراً أركانها مملوءة بمشاعرٍ من الحبّ والعشق المتفاني والوفاء الخالد، أيّها الحبيب العظيم بمقامك وبشأنك في روحي ودمائي وقلبي سأحاول أن أُزيل عنّي رهبة الكتابة حول عظمة المشاعر وصفوة هذا الحبّ الأبديّ الذي يجمعني بك، وهذا الودّ اللّامنتهي بيننا بهذه الإقتباسة القصيرة..

“أعلامنا مرفوعة وسيوفنا موضوعة
من أجلك يا عُـمان..
من أجلك يا عُـمان..”

تلك الكلمات جاءت في إحدى الجزئيات التي أحفظها في بعض الأناشيد التي كنّا نتغنّى بها في طابور الصباح في المدرسة ونحن تلامذة صغاراً؛ وذلك منذ ما يزيد عن الثّلاثة عقود، هنّ كلمات علّمتنا الزّهو بهذه الأرض الطّـيبة عمان، هنّ حروف ذهبية غرست فينا حبّ تراب هذا الوطن العظيم بشعبه وقياداته السابقة والحاضرة.

وطني الحبيب عمان يا درة الأوطان يتردّد قلمي في الكتابة عن الحبّ الكبير الذي أكنّه لك، والبوح بمشاعري عن هذا الودّ العظيم الذي أحفظه لك في قلبي، يكتنزني في داخلي شعور بالخوف في أن تكون حروف كلماتي بها من التقصير الكبير، ورهبة من تواضع أناقتها بحيث أنها قد لا تليق كلّ أوصافك يا وطني، أكتب سطوري عنك وإليك يا وطني وبـي مشاعر يَـحوي بعضها الخوف من إغفال أدقّ الأوصاف في كلماتي العاكسة لِـحُبي الكبير، لترابك، وإسمك، ونهضتك، وشعبك، وقيادتك يا وطني.

أيّها الحبيب الخالد في قلبي؛ إنّي واقع في سباق ماراثونيّ سريعٌ بين مشاعري المكنونة في فكري وكلماتي المكتوبة في سطوري، فهذه المشاعر من جانبها أراها طاغية بكثرتها ولا تكاد سرعة الكلمات أن تُظهِر تعبيرها في تلك المشاعر الجيّاشة، السّباق لا نهاية له فدفق هذه المشاعر تفيض بلا توقّف، وكأنّها نهراً جارياً لا نملك إيقاف جريانه.

وطني العظيم على إمتداد حدودك من أقصى الشّمال في جبال وجزر مسندم الأبـيّة، إلى ضلكوت بحصونها المنيعة في تلك الصّحاري والسّهول الممتدّة الخضراء المزيّنة برذاذ الضّباب ومراعيها الجميلة وكأنها دون سواها جنّة الفردوس في هذه الدّنيا.. إنّ محبتي لك عميقة وإخلاصي لترابك دائم ولا أرى مشاعر الإنتماء والوفاء أبداً زائلة عنّي ما حييت من سنين كثرت أو قصرت.

وطني أيّها الحبّ الخالد؛ إنّ محبتي لك هي كمحبّة جميع أولئك المخلصين غيري من أبناؤك وبناتك الذين تتساوى مشاعرهم معي في هذا الحبّ والإخلاص والولاء الصادق لترابك، والفخر بكلّ ما فيك يا وطني، فـأنت الحبّ الفريد الذي تظهر فيه مشاعر محبيك يا وطني العظيم في صورٍ معبّرة ومختلفة من قصائد وأشعارٍ تظهر فيها الكلمات النابضة التي يتجلّى منها الولاء والإخلاص التّام لكلّ ما له علاقة بك يا داري الحصينة ويا بلادي الغالية، وفي صورٍ أخرى يظهر هذا الحبّ والمشاعر الصادقة في لوحات وأناشيد وأعمالٍ فنّيـة تعكس هذا الودّ الذي لا ينقطع حبله وأوصاله بين العاشق والمعشوق.

وطني الحبيب: لنا الحقّ في الإفتخار والزهوّ بك في كلّ المحافل، بل لك علينا الحقّ في أن نفتخر بك، فمن ذا الذي رفع رؤوسنا عالية عند القاصي والداني السّامع لإسمك الغالي غيرك أنت يا وطني، فأنت مُخلّداً سيبقى لك ذلك الحق دائماً، وكيف لا يكون ذلك وأنت وطن يفتخر به المقيم والسائح قبلنا نحن أبناؤك يا وطني، كيف لا نفتخر بك وهنالك من العشّاق من يعشقون إسمك وترابك وليسوا أبناءاً لك يا وطني العظيم، نعم لنا الحقّ جميعاً أن نحبّك ونعشقك ونفتخر بك عالياً بعد أن نُعِمنا ولله الحمد بالأمن والأمان الإجتماعيّ وبـدوام الإستقرار السّياسي والإقتصادي الذي بات ذِكره في كلّ لسان عربيٍّ وعجميٍّ، وذلك كلّه هو فضلٌ من الله وتوفيقه لنا وبحكمة أرساها صانع نهضتك الحديثة السلطان قابوس -طيب الله ثراه- وبتخطيط المُفدّى سلطاننا هيثم بن طارق -حفظه الله- مهندس العهد الجديد.

وطني العزيز والغالي.. هو نصف قرنٍ ويزيد جاوزناه منذ بداية نهضتك الحديثة المليء بمنجزات لا تعدّ ولا تحصى، وقبله هنالك من القرون الكثيرة التي مضت وهي أزمان محمّلة بتاريخ عظيم، وببطولات ذهبيّةٍ مسطورة تٰـذكر في الكتب والمجلدات، قرون يُذكر فيها صولات حقّقتها وأنجزتها هممُ الآباء والأجداد الذين عاهدوا ترابك الغالي يا وطني على الوفاء والفداء، وطني الغالي نحن في وقتنا الحاضر ندرك كأولئك الآباء الإرث الكبير الذي ورثناه من أجدادنا، ونملك الوعي التّـام حول ما تمّ تحقيقه من إنجازات وأهداف وضعت في جميع الخطط الخمسية الماضية، وأيضاً الأهداف التي وضعت في رؤية عُمان٢٠٤٠ وهي حتماً ستقودنا معك يا وطني الحبيب إلى المزيد التّقدم والإزدهار.

وطني الخالد في قلبي.. نحبّك ونفديك بأرواحنا ودماؤونا التي لا تساوي شيئاً أمام العطايا التي نجدها في ترابك الغالي، فعظيمة هي الكلمات والمشاعر والمواقف التي نكتبها ونسطرها لنوصف هذا الحبّ المقدّس بيننا وبينك، عظيمة هي كلماتنا رغم تواضعها وهي تعكس مشاعرنا نحوك يا أرض بلادي الأصيلة، عظيمة هي كلماتي التي أكتبها لأنشدها في كلّ صباح ومساء…

“عُمان بلاد الأصالة والرجال الشجعان
مصونة بربوعها وسهولها وكل الوديان
بجبالها وبحارها يحفظها ربي الرحمن
أبـيّة بشموخها واسـمها في كل لِـسان
قوية وعزبزة بقيادة هيـثماً السُّـلطان”

-فؤاد آلبوسعيدي-

وطني أيّها الحبيب الخالد؛ بي من المشاعر الجارفة نحوك الكثير، والسّباق بين مشاعري وحروفي لن ينتهي أبداً فمثلك أيها الحبيب الخالد أجد أنّ منابع الكلمات الواصفة لك ولهذا الحبّ بيننا لن تنضب، وهنا لست أجد أصدق من كلمات ما وجدت أفضلها لتصف لك مقدار نبضي تجاهك..

“مـاذا يضـيرك لـو عشقـتك مـرةً
وضـمـمت خـدك بكـرةً وأصيـلا
وسـدنت في محراب حبك خـاشـعاً
أدعـو الإلـه مـرتـلاً تـرتـيــلا
أن يحـفــظ الـود المقـدس بيـننا
وبـأن تـكوني الحـــب والتقبـيلا”

-ذياب بن صخر العامري-

وفّقنا الله في حبّك أيها الحبيب الخالد وجعلك وإيّانا من الذين لا تنقطع حبال المودّة والوفاء بينهم، ورحم الله كلّ مخلصٍ شارك في بناء نهضتك المجيدة، ورحم الله السلطان قابوس بن سعيد -طيّب الله ثراه-، ونسأله تعالى التوفيق والسّؤدد لجلالة السلطان هيثم بن طارق ولوليّ عهده الأمين ذي يزن -حفظهما الله-، ولتحيا يا وطني الحبيب عظيماً أبِيّـاً دائماً.

مخلصك وحبيبك / مواطن عُـماني.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights