مجلس الدولة يعقد دورته العادية الأولى لدور الانعقاد الثالث من الفترة السابعة للمجلس
الخليلي: ضرورة استحضار الأولويات الوطنية واستصحاب جميع التحديات عند تقديم المقترحات والدراسات خلال المرحلة المقبلة
متابعة / سليمان أولادثاني
مجلس الدولة يستهل دور انعقاده السنوي الثالث بإقرار دراسة “واقع البحث العلمي في السلطنة”
رئيس المجلس: ما تحقق لعُمان خلال مسيرتها يستثير الهمم للمزيد من الجهد والعطاء
➢ السلطان الراحل نقل عُمان إلى ما صارت إليه من عز وسؤدد
➢ تحديات عديدة واجهتها النهضة المباركة منذ بداياتها وفي النهضة الحديثة المتجددة تحديات ليست بالأقل إن لم تكن أشد
➢ تجديد العهد والولاء لجلالة السلطان والسير خلف قيادته الحكيمة
➢ إجراءات احترازية أرجئت بسببها الجلسات العامة واللجان المختصة الموسعة قامت بدورها خلالالمرحلة الماضية
➢ عودة الجلسات العامة مع الالتزام بسبل الوقاية الاحترازية
➢ تقدير لدور اللجنة العليا للتعامل مع ” كورونا” في ظل الإشراف المـباشر والرعاية السامية
بناء على الأوامر السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- افتتح مجلس الدولة اليوم الأحد 7نوفمبر 2021م دور انعقاده السنوي الثالث من الفترة السابعة للمجلس.
وفي مستهل الجلسة رحب معالي الشيخ عبدالملك بن عبدالله الخليلي رئيس مجلس الدولة بالمكرمين أعضاء المجلس، وهنأهم بالعيد الوطني الحادي والخمسين المجيد، سائلاً الله تعالى أن يعيد هذه المناسبة الوطنية على حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – وهو يرفُـل في أثواب الصحة والسعادة، تصحبه عناية الله بالتوفيقِ والتأييد والتسديد، وعلى بلادنا العزيزة وأبنائها الأوفياء بمزيد من الخير والنماء والعزة والهناء.
وقال معالي الشيخ رئيس المجلس بهذه المناسبة: إن ما تحقق لعُمان خلال مسيرتها التنموية المستمرة منذ خمسين عاماً ليستوجب الحمد والشكر لله تعالى على ما أعطى، ويستثير الهمـم للمزيد من الجهد والعطاء، لتستمر عجلةُ البناء على نفس الوتيرة من العمل المثمر.
وأضاف معاليه: وما كان ذلك ليتحقق لولا إرادة الله عز وجل وتوفيــقه وإعانـتـه، ثم بعزيمة وفكر وقيادة السلطان الراحل –طيب الله ثراه-، الذي نقل عُمان إلى ما صارت إليه من عز وسؤدد، وصنع لها مكانتها المحمودة بين دول العالم. وقد أنجز ما أنجز وفق أسس علمية قامت على خطط تنموية خمسية تعرفونها، وتعرفون حجم التحديات التي واجهها ذلك العهد المبارك عند انبلاجــه في يوليو من عام 1970م.
واستعرض معالي الشيخ رئيس المجلس تلك التحديات قائلاً: فقد كان مستوى الحياة حينها في الحدود الدنيا في جميع المجالات، سواء في عدم وجود أي معـلم من معالم البنية التحتية، أو في ضعف الموارد المالية اللازمة لعملية التنمية، أو في قلة الموارد البشرية اللازمة لتنفيذ الخطط والبرامج التنموية الواسعة، أو في التحديات السياسية والعسكرية الخطيرة التي واجهتها البـلاد عند مطلع النهضة المباركة.
لافتا ًفي هذا الصدد إلى التحديات الجسيمة التي تواجهها النهضة المتجددة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -أعزه الله- بوجهها الآخر مع اختلاف الزمان، ومؤكدا ًعلى أنه ليس من المبالغة القول إن ما يحيط المرحلة الراهنة من تحديات ليس بالأقل إن لم يكن أشد.
وجدد معاليه في كلمته العهد والولاء لجلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه – و السير خلف قيادته الحكيمة ورؤيته السديدة لمستقبل عمان بتوفيق الله تعالى، منوها ً لأعضاء المجلس في هذا الإطار إلى أن ذلك يحتم استحضار الأولويات الوطنية واستصحاب جميع التحديات عند تقديم المقترحات والدراسات خلال دور الانعقاد السنوي الحالي والأدوار القادمة وما يلزم عند العكوف عليها من وعي عميق يوازن بين الإمكانات والتطلعات ، ويمـعـن النظر فيما هنالك من ترابط سببي وموضوعي بين متطلبات التنمية للخطط التنموية خلال المرحلة القادمة والمحافظة على المنجزات وبين ما يستجد في المحيطين الإقليمي والدولي من تطورات لـتخرج تلك المقترحات والدراسات بنتائج ممكنة التنفيذ وتواكب المرحلة والرؤية وتـعكـس ما يتمتع به الجميع في مجلس عمان ومجلس الوزراء من حرص راسخ وفكر سديد لتحقيق الغايات الوطنية التي تتطلع لها القيادة الرشيدة .
وتطرق معالي الشيخ رئيس المجلس خلال كلمته إلى الظروف الاستثنائية التي عايشتها البلاد خلال فترة دور الانعقاد المنصرم جراء تفشي جائحة كورونا، موضحا ً أن تلك الظروف التي أوجبت إجراءات احترازية أرجئت بسببها الجلسات العامة. وتم إيكال مناقشة وإقرار مشروعات القوانين المحالة من مجلسِ الوزراء إلى اللجان المختصة الموسعة، علاوة على استمرار المجلس في القيام بمهامه مستعيناً بوسائل التقنية الحديثة التي مكنت لجان المجلس من عقد اجتماعاتـها.
وتوجه معاليه بالشكر لأعضاء المجلس على قاموا به من جهود مقدرة رغم التحديات التي صاحبتها تلك الفترة.
وأشار معالي الشيخ في هذا السياق إلى عودة المجلس لعقد الجلسات العامة بعد أن من الله علينــا بالعودة التدريجية للحياة الطبيعية، وانخفاض ملحوظ في معدلات الإصابة بالعدوى، مشدداً على وجوب الالتزام بسبل الوقاية الاحترازية حتى تقرر اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا رفع ذلك الالتزام ، راجياً الله عز وجل أن تصل بلادنا ودول العالم إلى مرحلة التعافي الكامل، معرباً في هذا الشأن عن تقدير المجلس للدور العظيم الذي قامت به اللجنة العليا ولا زالت تقوم به في ظل الإشراف المـباشر والرعاية السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطانِ المعظم -حفظه الله ورعاه-.
واستعرض معاليه جدول أعمال الجلسة، سائلاً الله تعالى في ختام كلمته أنْ يكلل بالنجاح والتوفيق أعمال هذه الجلسة والجلسات القادمة.
ورحب معالي الشيخ رئيس المجلس بأساتذة وطلبة الدراسات العليا في كلية التربية بجامعة السلطان قابوس الذين حضروا جانبا من الجلسة.
عقب ذلك شرع المجلس في مناقشة موضوعات الجلسة ، حيث أقر المجلس بعد المناقشة الدراسة المقدمة من لجنة التعليم والبحوث حول “واقع البحث العلمي في سلطنة عُمان ودور القطاعين العام والخاص والشركات العالمية في دعمه وتطويره”، وأكد المكرمون أعضاء المجلس خلال مناقشتهم للدراسة على أهميتها لانسجامها مع رؤية عمان 2040 واستراتيجياتها المختلفة ، ودورها في إيجاد آليات وأساليب تمكن القطاعين العام والخاص والشركات العالمية العاملة في السلطنة من المساهمة بفاعلية في دعم وتطوير الجهود المبذولة لتطوير البحث العلمي في السلطنة.
واعتمد المجلس محضر الجلسة العادية المنصرمة لدور الانعقاد السنوي الثاني من الفترة السابعة، واطلع على تقرير الأمانة العامة حول أنشطة المجلس.