افتتاح مركز فتح الخير بولاية صور
صور – العمانية
احتفل اليوم بولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية بافتتاح مشروع مركز فتح الخير وذلك تحت رعاية سعادة الدكتور يحيى بن بدر بن مالك المعولي محافظ جنوب الشرقية.
وأوضح سعادة إبراهيم بن سعيد الخروصي وكيل وزارة التراث والسياحة للتراث أن مشروع مركز فتح الخير يأتي مواءمةً مع أولويات رؤية عُمان ٢٠٤٠ وأهدافها الاستراتيجية وبرامجها التنفيذية، لتعزيز المواطنة والهوية والتراث والثقافة الوطنية، واستثمار التراث الثقافي استثمارًا مستدامًا، والمحافظة على الآثار العُمانية وحفظها وصونها، والتي تسعى الوزارة جاهدةً إلى ترجمتها على أرض الواقع عبر مشاريع تنفيذية عملية من خلال إقامة المتاحف التي تعد منارات علمية وثقافية واقتصادية.
وقال سعادته في كلمته إن افتتاح المركز في ولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية يأتي سعيًا من الوزارة إلى إيجاد التوزيع الأمثل لمنظومة المتاحف العُمانية كمًّا ونوعًا، واستثمار الشراكة المجتمعية لضمان استدامة التراث والموروث الوطني وصيانته وتعزيز إسهام قطاع التراث في النشاط الاقتصادي وتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، وزيادة مصادر الجذب السياحي والموارد المالية.
وأضاف سعادته أن مركز فتح الخير الزاهي بسفينته التاريخية التي جابت عباب البحار أحد الشواهد الحيّة على النتاج الهندسي الإبداعي والحرفي العُماني، وتعد السفينة إحدى السفن البحرية العُمانية التاريخية التي شهد عدد من الموانئ البحرية وصولها محملةً ليس فقط بالبضائع من مختلف أقطار العالم وإنما أيضًا بالفكر والعلوم التي تعد إحدى نتائج التبادل التجاري والتلاقي الفكري والثقافي بين الشعوب.
من جانبه قال الدكتور عامر بن ناصر المطاعني الرئيس التنفيذي للمؤسسة التنموية بالشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال “الممولة للمشروع” إن افتتاح المركز يأتي ثمرة تعاون متواصل لجهود مثرية بين وزارة التراث والسياحة والشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال للحفاظ على التراث البحري العريق الذي تزخر به السلطنة وتنفرد به ولاية صور على وجه الخصوص.
وأضاف في كلمته أن هذه الخطوة تعكس سعي الشركة الدائم نحو دعم القطاع السياحي الواعد بالسلطنة وإيجاد السبل المناسبة لتنشيط الحركة السياحية بمحافظة جنوب الشرقية، حيث يسهم إنشاء وتدشين هذا المتحف بولاية صور في تعزيز وجود محافظة جنوب الشرقية على الخارطة السياحية للسلطنة إلى جانب ترسيخ تاريخ الولاية العريق لدى الأجيال القادمة والإسهام في خلق بيئة تعليمية جديدة.
يعد مركز فتح الخير محطة ثقافية وتعليمية لزوار مدينة صور للتعرف على موروثها البحري المكون من مقتنيات نادي العروبة، والعديد من المقتنيات التي جمعها وتبرع بها أهالي صور، ويحتوي المركز على خمس قاعات.. القاعة الأولى تتحدث عن ولاية صور، والقاعة الثانية توثق الإرث البحري، أما القاعة الثالثة فتتحدث عن آخر غنجة في عمان، والقاعة الرابعة تتحدث عن ثقافة مستمرة، بينما القاعة الخامسة تتحدث عن مغامرات سندباد.
كما تم ترميم أكثر من 400 قطعة متنوعة تختص بتراث ولاية صور من أدوات صناعة السفن، وأدوات الملاحة، وصور فوتوغرافية، وكتب ورسائل ومطبوعات، وأدوات منزلية، وملابس، وحلي، وأدوات ومواد حرفية وغيرها، ومن ضمن المقتنيات المُرممة قطع تمت إعارتها للعرض في المركز من قبل عدد من أهالي الولاية.
ويعود سبب تسمية المركز بهذا الاسم “فتح الخير” إلى آخر سفينة غنجة باقية في السلطنة والمعروفة باسم سفينة “فتح الخير” والتي أيضًا تم تخصيص قاعة عرض لها في المركز تتحدث عن تاريخ السفينة منذ صناعتها في عام 1951م، وقصة إعادتها إلى ولاية صور في عام 1993م وتفاصيلها الجمالية وأهم ما يميزها.
وفي وقت سابق وقعت وزارة التراث والسياحة تمويل مشروع تجهيز مركز فتح الخير مع المؤسسة التنموية للشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال بمبلغ وقدره 450 ألف ريال عُماني، ليكون مركزًا ثقافيًّا متعدد الاستخدام لولاية صور التي تشتهر بتراثها البحري الغني مع تقاليد عريقة في بناء السفن والتجارة البحرية، حيث لعبت دورًا مهمًا في النشاط التجاري البحري عبر المحيط الهندي وبحر العرب وبحر عُمان، وشكلت جسرًا تجاريًا وثقافيًا بين شبه الجزيرة العربية والهند وجنوب شرق آسيا وإفريقيا، ومن هذا المنطلق تم اختيار ولاية صور لتكون حاضنة لمشروع مركز فتح الخير.