كي تكون متميزاً
خوله كامل الكردي
إنَّ التميز هدف يطمح إليه كثير من الناس، فالتميز معناه أن تكون متفرداً في عمل ما أو فكرة معينة، تضفي على المجتمع بريقاً وعلامة فارقة. فالمتميز لم يحصل على غايته في أن يتفوق على الآخرين بسهولة، بل عمل واجتهد وثابر وأخفق أكثر من مرة حتى يصل إلى هدفه ألا وهو التميز في أدائه.
تقليد أعمال الآخرين مرفوض لدى الشخص الذي يطمح إلى التميز، هو يريد شيئاً مختلفاً وخطوة جريئة لم يسبقها إليه أحد، لا يرضى بالقليل من النجاح بل عيناه تتطلع إلى قمة النجاح، يدرك معنى أن يكون متميزاً، وأن يصعد إلى القمة وحده، نهجه التحدي والاصرار وعزيمة لا تلين، يتحدى كل إخفاق، وينهض من كبوته بسرعة، يصر على هدفه، عنيد في الوصول إلى ما يصبو إليه لا يثنيه عنه أحد.
فلكي تكون متميزاً عليك أن تتمسك بهدفك، وتصر عليه مهما كانت العواقب، فالهدف بحد ذاته خطوة تدفعك إلى الأمام، وتحميك من السقوط في نسخة من أفكار صاغها غيرك. اصنع هدفك بنفسك، ولا تجعل الآخرين يتحكمون بك، فلربما تفقد شخصيتك للسعي إلى التميز؛ لأن التميز هو أن تكون صاحب شخصية مستقلة يحتاج إلى تفكير عميق وتمحيص وبحث واستشارة، ورسم الخطوات التي ستوصلك إلى القرار الصحيح.
دع عنك التقليد فهو سلاح وفتاك يقضي على إبداعك وتفردك في العمل، وهو عدو التميز، فتبدو وكأنك ممثل هزلي في مسرحية والجميع يضحك عليه ويتندر؛ لأنه لا يجيد إضحاك الجمهور، بل يجعل من نفسه بهلواناً مثيراً للضحك.
العمل المتقن والذي يحمل في طياته لمسة إبداع هو العمل المتميز. بإمكانك أن تكون متميزاً في كل تفصيلة من تفاصيل حياتك، فإذا ما أصبحت قدوة لغيرك أصبحت مميزاً، فاجعل أعمالك تترجم أفكارك المدهشة بصمتك لوحدك، عنوان يعرفك الناس من خلاله، إذا ما وقعت أعينهم عليه أدركوا أنك أنت من صنعته.
اجعل عينيك تتطلع دوماً إلى القمم، وتعلم من تجارب الآخرين فهي مفتاح التميز، واعلم أنَّ التواضع هو قارب النجاة لكل متميز.