مرئيات وتصورات ومقترحات لمواجهة الأنواء المناخية
سالم بن سيف الصولي
حتى لا يتكرر ما حدث في إعصار شاهين من دمار وأضرار بليغة في البنية الأساسية، فهناك عدة مرئيات وتصورات يجب مراعاتها لتفادي تكرار ما حدث؛ وذلك بتشكيل منظومة عمل وخطة طوارئ في الحالات الطارئة والحالات المدارية، تنظوي ضمن مسؤوليات سعادة والي الولاية، وعضوية كل من:
بلدية الولاية، وشرطة عمان السلطانية، والدفاع المدني، ودائرة التنمية الإجتماعية، والمجلس البلدي، وجمعية المرأة العمانية، والفرق الخيرية بالولاية؛ لتفادي الخسائر في الأرواح والممتلكات العامة على ضوء الإشعارات الصادرة من القنوات الرسمية المعنية بالأنواء المناخية.
ويتمثل ذلك في إنشاء صندوق محلي؛ يسمى بالصندوق المحلي للحالات الطارئة والكوارث، وذلك لجمع التبرعات من المجتمع المحلي، ومن المستثمرين، ومن أصحاب الخير في الولاية، ويكون برئاسة فضيلة الشيخ رئيس محكمة الولاية، وعضوية كل من: خطباء وأئمة الجوامع والمساجد بالولاية، مما يتيح للصندوق استدعاء الشركات العاملة في الولاية، ورجال الأعمال، وأصحاب رؤوس الأموال، والتجار والمستثمرين بالولاية؛ من خلال الإجتماع الأول الذي سيتم عقدة في مكتب سعادة الشيخ والي الولاية، والذي يعرض من خلاله الخطة للوضع القادم لهذه الحالة المدارية التي سوف تضرب المنطقة بشكل عام، والولاية بشكل خاص، وحثهم على تسخير كل الإمكانيات المتاحة لديهم، مع التنبيه بأن الأمر هام وعاجل، والاستعداد لما تتطلبه المصلحة العامة في تسخير كافة الإمكانيات من جميع النواحي.
بالإضافة لذلك يتم تشكيل فرق عمل ميدانية على عدة مناطق بالولاية برئاسة عضو واحد من الفريق لكل منطقة، وتحدد المناطق الأكثر تعرضاً لهذه الحالة المناخية في الولاية، وتحديد أماكن للإيواء مثل الفنادق العاملة في الولاية، والشقق الفندقية، والاستعانة بالمنازل المتاحة للإيجار؛ ليكون بديلاً عن المدارس الحكومية التي تستخدم حالياً لهذه الحالات، باعتبار أن المدارس ليست مؤهلة للإيواء، ولها سلبيات أكبر من الايجابيات، كونها تجمع أكثر من أسرة في آن واحد، كما أنها سوف تعرقل سير العمل ونظام التدريس.
في ذات الوقت يتطلب تنشيط الفنادق في هذه الحالة لوجود حركة تجارية نشطة بعد الإعصار، وكمساهمة وطنية من تلك المؤسسات الخاصة، وفتح مجال للمعنيين في وزارة التربية والتعليم بالقيام بعملية الصيانة للمدارس التي تأثرت من هذه الحالة المدارية.
في ذات الوقت تحديد محلات تجارية وغذائية تعمل على مدار الساعة، مع تشكيل فرق عمل لمراقبة الأسعار في الأسواق من قبل البلدية وحماية المستهلك، ودائرة التنمية الاجتماعية، ومن متطوعي الولاية والولايات الأخرى لمن يرغبون في المشاركة.
ومن مهام تلك اللجنة أيضاً إشعار المواطنين للاستعداد مبكراً للرحيل من منازلهم ونقل ممتلكاتهم الثمينة، ونقل الحيوانات مثل الإبل والأبقار والأغنام وغيرها من الحيوانات، وتخصيص أماكن آمنة لها بعيداً عن مركز الإعصار، كما يجب أيضاً عمل حملات توعية للمواطنين للتخلص من الأفكار القديمة في التمسك بالبقاء في المنازل المعرضة للحالة المدارية، لتفادي ما حدث في الحالات المدارية السابقة من خسائر في الأرواح والممتلكات العامة، وغيرها من الممتلكات الشخصية.
كما يتوجب أن تقوم اللجنة بفتح خط ساخن في مراكز الشرطة والدفاع المدني؛ وذلك للبلاغات والشكاوى التي تعيق الحركة وتعرض المواطنين والمقيمين على حد سواء للخطر، وفتح المجال لاستئجار قوى عاملة، ومعدات للعمل كل في مجال اختصاصه؛ وذلك للتخلص من كل ما سيخلفه الإعصار لهذه الحالة المدارية.
مع تكليف الشركات المعنية بالاتصالات فتح خطوط مجانية لاستخدام وسائل الاتصال والرسائل النصية خلال هذه الحالة، واختيار مواقع آمنة لتخزين المواد التمويلية المخصصة للتوزيع من المتبرعين، وتعيين أيادٍ بيضاء عاملة وأمينة لتوزيع المواد الأساسية للمستحقين لها، والتوزيع بشكل عادل وبدون بذخ.
وعند انتهاء الحالة يتطلب العمل الشروع مباشرة بإعادة الخدمات العامة الأساسية كالكهرباء والماء والاتصالات، ثم إزالة التربة والأشجار من الطرقات والممرات العامة والخاصة للولاية التي تعيق الحركة لإعادة الحياة إلى طبيعتها كما كانت عليه وأفضل.
ولنا عبرة ودروس من خلال الأنواء المناخية جونو، وفيت، وشاهين، وغيرها من الحالات المدارية لاستخلاص الدروس التي تعطي مؤشراً واضحاً يوحي إلى الحاجة في إعادة البرمجة في النظم المحلية لمواجهة مثل هذه الاحداث؛ وذلك للتقليل من الخسائر في الأرواح والممتلكات العامة والخاصة.