الباطنة في نكبة
بقلم✒️: راشد بن حميد الراشدي
إعلامي وعضو مجلس إدارة
جمعية الصحفيين العمانية
(الباطنة في نكبة) هذا ما شاهدته وشاهده الجميع وسمع ورأى وعلم به من خلال زيارته للمكان أو من خلال وسائل التواصل التي رصدت كل شيء.
أحياء وقرى بأكملها منكوبة بلا ماء أو طعام أو أماكن للإيواء أو كهرباء، وحتى غاز الطبخ لا يوجد معهم.
خرج الناس من منازلهم بعد أن ذهب كل شيء إلا ملابسهم التي ارتدوها.
صور حزينة مبكية في هذا البلد الغني بكرام أهله الذين هبوا جميعا لنجدة إخوانهم، وتقديم يد العون لهم، فتنافس الجميع من أبناء عمان الذين عُرِف عنهم كل خير، من أفراد وفرق أهلية ومؤسسات لتقديم الغالي والنفيس لإخوانهم.
ومع هذا المصاب الجلل كان من واجب المؤسسات الحكومية المعنية ومجلس الوزراء أن يعلنوا بأن المحافظتين شمال وجنوب الباطنة مناطق منكوبة، وإطلاق حملات الغذاء والمأوى، وتقديم المفروشات والدعم الكامل لأبسط جوانب الحياة الكريمة للمواطن الذي أصبح فقيرًا من هول الأمر الذي حلّ به؛ ليصبح بلا بيت أو سيارة أو ما يعينه على حياة كريمة مع أهله.
كان من الواجب الاستعانة بجميع المؤسسات العسكرية، وكذلك الشرطة والوزارات الخدمية ليحضروا بأعداد كبيرة؛ لتقديم العون مع الفرق الأهلية وأصحاب الخير الذين تنقصهم الموارد البشرية والتجهيزات للوصول للجميع، حيث أننا من خلال عمال بلديات المحافظات يمكننا تنظيف المحافظات المتضررة، وإزالة كل العوائق من الطرقات والبيوت وتمهيد الطرق المتضررة بسرعة.
كارثة حلت بالمحافظتين ونحن في يومنا الرابع، والمتضررون يستغيثون بما يعانوه من نقص في كل شيء، وفي أبسط ما يطلبه الإنسان لعيشه الكريم.
هناك مطلب شعبي كبير لدور أكبر للحكومة في التدخل بكل مؤسساتها، وتقديم كل ما يمكن تقديمه بسرعة للمتضررين، فمحافظتي شمال وجنوب الباطنة بهما أعداد مأهولة من السكان والمساكين، والتي أصبحت بين ليلة وضحاها في دمار هائل بما خلفه الإعصار.
( فإنّ مع العسرِ يسرًا ⭕️ إنّ مع العسرِ يسرًا ) سيشرق – بإذن الله – على عمان بأسرها فجرٌ جديد يزيل الغمة عن مثل هذه المحن بتكاتف الجميع وجهود الخيرين وقطاعات ومؤسسات المجتمع والحكومة من خلال تذليل كل الصعاب وتقديم كل أشكال الدعم التي سيسعدُ بها المواطن، فللجميع ألفُ تحية وشكر لكل ما يبذل من جهود وتضحيات ومُثُل، وأملي أن تكون الجهود أكبر من ذلك، وأن يسارع الجميع لمد يد العون بأفضل ما يمكن تقديمه، فأبناء عمان يستحقون كل الخير.
حمى الله عمان وأهلها من كل نوائب الدهر، وفرّج كربة المتضررين، وجعل الله لهم يسراً من بعد عسر.
# سناو
الخميس: ٣٠ – ٢ -١٤٤٣ للهجرة
الموافق: ٧ – ١٠ -٢٠٢١ للميلاد