ما يسطّره الرجال البواسل …….. من تضحيات، تُكتبُ بماءٍ من ذهب
خليفة بن سليمان المياحي
هكذا هم الرجال البواسل، وهكذا هم المخلصون للوطن، تجدهم يتدافعون للعمل والمشاركة والإسهام حرصا منهم على منجزات الوطن، والحفاظ على مقدراته وسلامة المواطنين والمقيمين فيه.
لقد ضرب كل من رجال شرطة عمان السلطانية وقوات السلطان المسلحة بمختلف أفرعها وتشكيلاتها ورجال الهيئة العامة للدفاع المدني، وأجهزة الإعلام بكافة أنواعها المثل الأعلى في التضحية والفداء، من خلال ما لمسناه وشاهدناه في المقاطع المتداولة، وعبر تلفزيون سلطنة عمان إذ رأيناهم رأي العين وهم يتسابقون في إنقاذ المنكوبين بولايات المصنعة، والسويق، والخابورة، بمحافظة شمال الباطنة حيث كانت الأضرار بالغة، والخسائر جسيمة في الأنفس والممتلكات في تلك الولايات، ونسأل الله أن يعينهم على تخطي هذه النكبة، وأن تتضافر جهود المواطنين والحكومة مع الوضع؛ لإعادة ما يمكن إعادته الى سابق عهده.
وعودة لجهود أبطالنا الأشاوس فقد رأيتهم يحملون كبار السن، ويعينون الأسر، والأطفال على تخطي هذه المرحلة، ويعرّضون أنفسهم للمخاطر سواء في النقل الجوي عبر الطائرات العمودية أو التنقل عبر السيارات في المواقع العميقة والخطرة، وعند مجاري الأودية.
إن عملهم هذا يجب أن يُكتب بماء من ذهب فهم درع الوطن وحصنه المكين، وهم الرجال الذين يحمون ترابه، ومن يُعتد بهم ويُعتمد عليهم (أمانة في تحمل المسؤولية، وصلابة في ممارسة العمل، وإتقانا، وإخلاصا، ووفاءً للقائد يحفظه الله ويرعاه.)
فلهم منا كل عبارات الشكر والتقدير، إذ رفعوا هامتنا فوق السحاب، وهذا ليس بجديد عليهم إذ سبق وتعرضت السلطنة لأنواء مناخية خلال السنوات الماضية، فكان هؤلاء الرجال مع المواطنين، والفرق التطوعية، ورجال القطاع الخاص والمسؤلين بالدولة، وكل المخلصين من أبناء الوطن يشكلون كتلة صلبة، ولحمة واحدة من الوحدة الوطنية والتعاون الإيجابي، والإيثار بالنفس والمال، وهذا ما جعل البلاد تتخطى المراحل والأزمات السابقة، وهذا ما سيكون مع هذه المرحلة بإذن الله تعالى، رغم حجم الضرر والخسائر، لكن يقابل ذلك الإخلاص التام، والتعاون الكبير، والتكافل المخلص الصادق، الذي يتميز به الشعب العماني كما تُوج ذلك الاهتمام الكبير من لدن المقام السامي لمولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه ورعاه- الذي كان ولا زال وسيظل همه الأساسي هو المواطن، فجلالته حفظه الله حينما ألمّ بالمواطنين ذلك الكم الهائل من الخسائر بادر حفظه الله بإسداء توجيهاته السامية للعمل وعلى وجه السرعه في متابعة، وتقييم الأضرار، وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه، وفي أقصى سرعة ممكنة، وتم تشكيل لجنة من أصحاب المعالي الوزراء وأصحاب السعادة كل ذلك لم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة الحنان الأبوي، والحب الحقيقي، الذي يربط القائد الملهم بالشعب الوفي في كل شبر من أرض عمان الغالية، من مسندم الخير والعطاء إلى ظفار الإباء والعزة.
فلتقر أعيننا نحن أبناء عمان، إذ قيض الله سبحانه وتعالى لنا من يسهر علينا ويرعى مصالحنا، ويحفظ لنا أمننا واستقرارنا؛ لنعيش في أمان وراحة تامة أينما كنا وحيثما حللنا. فلا زال جلالته حفظه الله يبث في نفوسنا الطمأنينة، وليهنأ مولاي صاحب الجلالة أن سخره الله سلطانا لشعب من أعظم صفاته الحب والإخلاص والولاء لقائده.