المقاومة العمانية للوجود البرتغالي في الخليج العربي والمحيط الهندي (( ١٥٠٧م – ١٦٩٨م ))
أحمد بن علي المقبالي
الجزء السابع والعشرون: –
تطرقنا فيه عن جزء من المعلومات الواردة عن المواجهة العمانية البرتغالية في الساحل الغربي للهند.
الجزء الثامن والعشرون: –
مقالنا اليوم إن شاء الله تعالى سوف نستكمل فيه أحداث مواجهة العمانيين للبرتغاليين في الساحل الغربي للهند.
– أوردنا في الجزء السابق بأن البرتغاليين اتهموا العمانيين بأنهم يتزودون بالأسلحة من الإنجليز وأن من يقود السفن العمانية هم ضباط بريطانيين، كما أن سفن الأسطول العماني ترفع الأعلام البريطانية وهذه الاتهامات تدل على مدى التخبط والانهزام والخذلان الذي كان عليه البرتغاليون.
– ولا شك أن هذه الاتهامات باطلة وغير صحيحه ومن وجهة نظري الشخصية وإن كانت صحيحة فهذا لا يعيب العمانيين في شيء فهم يشترون ويوظفون من يريدون بأموالهم وليست صدقات من أحد ولكن نعود ونقول إنها ادعاءات باطلة بدليل الآتي: –
١- غلبت نغمة معادية للعمانيين على مراسلات وكيل شركة الهند الشرقية الإنجليزية في بندر عباس فقد تحدث بأن نمو الأسطول العماني وقوته يشكل خطراً وتهديداً للمصالح البريطانية في المنطقة.
٢- العلاقات العمانية البريطانية تخللتها الأزمات الكبيرة فقد قام الأسطول العماني بالاستيلاء على سفن إنجليزية مثل السفينة لندن عام ١٦٩٧م وعام ١٧٠٥م تم الاستيلاء على سفينة بنغالية تابعة لشركة الهند الشرقية الإنجليزية.
٣- حذر فراير أثناء وجوده في سورات من نمو القوة البحرية العمانية حيث يقول: –
(( إن هؤلاء ” أي العمانيون ” قد جهزوا أنفسهم مؤخراً بسفن قوية في سورات رغم أن بلدهم لا يزودهم بالمواد اللازمة للبناء ولذا فقد بدؤوا باعتراض التجار في البحار وفرض الأسعار الأرخص التي يريدونها وما لم يوضع حدّ لهذا التطور وإيقافهم عند حدهم فإنهم سيكونون وباءً في هذا المحيط وفي الخليج العربي الذي يتربعون على مداخله بارتياح ))
٤- عام ١٧٠٦م زار شارلز لوكير مسقط ويُعتبر شاهد عيان في مثل هكذا حالات ورأى سفن الأسطول العماني الراسية في الميناء وقد روى عددها وتسليحها ثم وصف أعلام ورايات تلك السفن فيقول: –
(( لقد كانت الألوان الحمراء هي الألوان المفضلة عندهم حيث ترى أعلامهم في سَواري وعارضات أشرعة سفنهم وفي كل مكان بارز فيها ))
ويقول أيضاً: –
(( لقد رأينا للأسطول العماني مظهراً أخّاذاً))
إذَن فالسفن العمانية كانت عليها أعلام حمراء وفي أماكن واضحة، وعليه فقد تمّ الردّ على الادعاءات البرتغالية الضعيفة والتي إن صحّت فلا تُعتبر إلا دليلاً على قوة ومكانة عمان.
– يبدو أن البرتغاليين قد زادت قوتهم في جزيرة ساليست بعد الهزيمة الكبيرة التي حلت بهم من الأسطول العماني في عام ١٦٩٤م ولذلك وفي عام ١٦٩٩م تحرك الأسطول العماني باتجاه جزيرة ساليست وقامت القوات العمانية بعملية إنزال في مكان يسمى بيرسونا وفور تكامل القوات على الارض شنت هجوماً قوياً على قلعة الجزيرة وقد تكبد البرتغاليون خسائر فادحة وأُجبروا على الانسحاب والهرب إلى بومباي التي كانت تحت سيطرة أبناء عمومتهم الإنجليز الذين حالوا بينهم وبين القوات العمانية.
– بعد أن ترك حامية في جزيرة ساليست مكونة من ٣٠٠ جندي لمراقبة تحركات القوات البرتغالية في المنطقة وحمايتها منهم غادر الأسطول العماني إلى مسقط ولذلك استغل الحاكم البرتغالي الهارب في بومباي مغادرة العمانيين وأعدّ العدة للهجوم على الحامية العمانية هناك ولكن الأسطول العماني تلقّى معلومات حول الوضع الراهن على الجزيرة وقفل راجعاً لإنقاذ جنوده ومقاتليه وقام بتلقين البرتغاليين درساً قاسياً لن ينسوه ما بقي الدهر.
– يبدو واضحاً وجلياً بأن خطة الطرق أو الضرب المتواصل ضد العدو ومناطق تواجده قد أفقد البرتغاليين صوابهم خاصةً في ظلّ تطور الأسطول العماني إلى درجة أنه أصبح مخيفاً حتى للأساطيل الأوروبية.
مقالنا القادم إن شاء الله تعالى سوف يكون عن الهجمات العمانية على البرتغاليين عند مدخل البحر الأحمر.
المصادر: –
– المقاومة العمانية للوجود البرتغالي
في الخليج العربي والمحيط الهندي
(( ١٥٠٧م – ١٦٩٨م ))
المؤلف: –
أحمد بن حميد التوبي
– اليعاربة أمجاد وبطولات
المؤلف: –
د. أيمن محمد عيد
– دولة اليعاربة
المؤلف: –
د. عائشة السيار