مقال : الاستحقاقات الانتخابية لمجلس الشورى الدورة التاسعة
حمدان بن سيف الضوياني
لقد فتحت سجلات التسجيل للناخبين في مكاتب الولاة واستنفر الذين ساورتهم رغباتهم بالرغبة بالفوز بمقعد في مجلس الشورى، وهذا أمر طبيعي لكل مواطن وكفله حق المواطنة والنظام الأساسي للدولة وبدأ الحراك المحموم وتشكلت اللجان والفرق للعمل وكثرت الزيارات واللقاءات إن هؤلاء الذين يرغبون بالترشح ويطمحون بالفوز بالمقعد لن يكونوا أكثر من نسخة ممن سبقوهم، لأنهم بعيدين كل البعد عن فهم قيم ومباديء الشورى إلا القليل منهم.
مجلس الشورى هو سلطة تشريعية وهو أرقى شكل من أشكال الديموقراطية المجتمعية، ويعرض عليه العديد من القضايا الوطنية ليعطي رأيا تشريعيا فيها، وعليه يجب منا العمل على تطوره وتقدمه باختيار الأشخاص الذين يملكون فكرًا وثقافة وطنية عالية حتى يصبح مجلسا قادرا للعطاء تشريعاً ورقابة ونفتخر ونعتز به.
فإذن السعي إلى الترشح إلى مجلس الشورى يتطلب من المترشح إلى قراءة النظام الأساسي للدولة، وبحاجة المترشح إلى الكفاءة الفكرية والثقافية الوطنية العالية لمفاهيم وقيم ومباديء الشورى وان يكون لديه حصيلة مقبولة من الإطلاع على العديد من التجارب المماثلة، وأن يملك ملكات الحوار والخطابة على الأقل بشكل معقول، وأن يضع نصب وجدانه مصلحة الوطن أولاً ويحمل فهم وقيم ومبادئ المواطنة وفي المقدمة الحرية والعدالة والمساواة.
ولاشك فالشهادة إن لم يكن وراءها إنسان يحمل فكرا وإلا تبقى ورقة، والكرسي إن لم يكن يوجه فكرا وثقافة يبقى كرسي خشبي، وما كل متعلم مثقف
فإذن المفكر والمثقف هو الانسان الذي يحمل هموم الوطن وقارئا ومطلعا على العديد من تجارب الشعوب المماثلة ولديه القدرة للتحليل والتعليل العلمي للتعامل مع قيم ومبادئ ومفاهيم في قضايا الوطن العامة والخاصة ولعل هذه المفاهيم لا نجدها في هؤلاء المترشحين لأنهم يفتقرون إلى التجربة والخبرة لأن هؤلاء بعيدين عن الحراك الاجتماعي وبعيدين عن فهم المجتمع المدني في اتحاداته ونقاباته وجمعياته ومنظماته ذات الرأي الفكري.
فإذن نحن الناخبون علينا الابتعاد عن التعصب والانحياز القبلي أو المذهبي أو الأسري أو العشائري والمجاملات والمال ونختر الكفاءة أينما وجدت ونأخذ بما هو أصلح من أجل عُمان الوطن الذي يترقب منا الأفضل والأصلح
وتبقى عمان هي الأصلح لنا في تطورها وتقدمها ويبقى الانسان عزيزا مكرما على أرضها.
وكل عام والجميع بخير