العهد المتجدد ورغبة صادقة في الإصلاح
خليفة بن سليمان المياحي
منذ تولِّي مولاي حضرة صاحب الجلاله السلطان / هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – الحكم في البلاد، وجلالته ماضٍ بكل حزم وإرادة أن يحفظ لعمان قوتها ومكانتها ولأبناؤها العيش الكريم، والحياة السعيدة الهانئة ، غير أن الأحداث المتلاحقة التي يشهدها العالم بدءا بانخفاض أسعار النفط وانتهاءً بفيروس كورونا (كوفيد_19)، جعل التحديات أكبر فصعبت الأمور حتى انعكس ذلك سلبا في اقتصاديات العالم بأكمله، ووطني الغالي (عمان) واحد من أقطار العالم لا شك أنه يتأثر بما يحيط به، ومع ذلك فلله الحمد والمنة، وبفضل السياسة الحكيمة، والنظرة الثاقبة، لقائد البلاد – حفظه الله – فقد خرجت السلطنة بأقل الخسائر مقارنة بالكثير من الدول التي خسرت المال والبشر، ولا شك أن اهتمام جلالة السلطان برعيته وحرصه عليها هي من أولوياته، فهو القائد الذي يقود البلاد إلى مراتب العزة والفخر، وهو الأب الذي يحن على أبنائه، ويصنع المستحيل لأجلهم. وها نحن نرى أن جلالته يترجم الأقوال بالأفعال، وساعٍ إلى التغيير شيئا فشيئا ولكن كل شيء لا يتم دفعة واحدة وأي تغيير أو إصلاح يأخذ وقتا لكي يكون التغيير جذريا، وناجحا ولأمد بعيد.
ولقد تابعنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي خلال هذه الأيام مناداة البعض بالتجمع مع بداية شهر أكتوبر القادم لعرض المطالب للحكومة ولا شك أن أي مطلب مشروع، وهناك الكثير ممن لهم حاجات لم تتحقق حتى الآن ولكن كما أشرت لن يكون تحقيق كل شي دفعة واحدة خاصة إذا ما كانت المطالب مكلفة وكبيرة وتتعلق بالمال . فإيجاد العمل للباحثين من الصعب أن يكون في يوم واحد ولكل الباحثين.
وتحقيق المطالب المالية الأخرى مع الظروف الحالية أيضاً يصعب تحقيقها مرة واحدة، ولكن لنثق أن كل ذلك سيتحقق تباعا وسيحصل الكل على هدفه وغايته وأمنياته، فالوطن لا يمكن له أن يتخلى عن أبنائه وخيراته وثرواته ومصادر دخله سيكون لهم نصيب منها بعد أن تستقر الأمور وتعود الحياة إلى سابق عهدها.
لهذا أرجو أن نتيح الفرصة للحكومة لتضع الحروف على النقاط، وتجد الحل لكل تلك المطالب وأن لا نسعى إلى ما يسيء للوطن فهناك من يتربص به ويسعى إلى زعزعة أمنه وإحداث الضرر فيه. فالتجمع مع ما يشوبه من تعاطي للمواضيع وما سيجلبه من ضرر لا يقارن بما نحن عليه الآن من الحياة الطيبة؛ فالأمن والأمان والرعاية الصحية والتعليم وغيرها من وسائل العيش متوفرة وما تبقى من المطالب فإن الحكومة لا يمكن لها أن تغفله بل ستجد له الحل الأمثل وفق أولويات وخطط تدرسها فلنتمهل وننتظر، فالقادم أجمل بإذن الله.