مقال : برجاء التريث
بقلم ✒ : صالح بن خليفة الشعيلي
تنتشر هذه الأيام عادة يحسبها كثيرون بأنها عادة حميدة يقصد بها نشر المعرفة الفقهية بين الناس العامة ألا وهي نشر مسألة فقهية في (مجموعات الواتس أب) من غير عرض الجواب الفقهي من مصادره المعتمدة ويطلب من الآخرين المشاركة والإدلاء بآرائهم من دون تحديد أو إشارة أن جواب المسألة حسب الراجح والمعتمد من أهل الفتيا سوف ينشر مع نهاية اليوم.
ولنا هنا وجهة نظر من فهمنا القاصر كوني لست من المتفقهين في الدين ورأيي ليس من وجهة نظر فقهية دينية بقدر ما هي ملاحظة أمر نرى ضرورة الوقوف عليه وتقنينه لما له من أثر في فقه العبادات والمعاملات وفقه الأسرة وكافة فروع علم الفقه.
إن نشر مثل هذه الأسئلة الفقهية والتعقيب عليها (بانتظار مشاركات عامة الناس) حولها واستفتائهم وهم ليسوا من أهل الفتوى فإن ذلك مدعاة للاجتهادات الشخصية من غير ذوي العلم الشرعي وبالتالي ضياع الفتوى وبخاصة في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وفي مقدمتها الواتس أب الذي يستند عليه الكثير من الناس العامة في استقاء المعلومة وتصديق ما ينشر من خلاله، فلنا أن نتصور في حال قام أحدهم بالتعقيب على السؤال الفقهي وهو غير أهل لذلك فيقع هذا التعقيب والرأي بيد من لا يستطيع تفنيد الأقوال والآراء فيأخذ به كفتوى يعمل بها
إننا لا نعلم من هم الذين يبادرون بهذا العمل ولكن ربما يكون القصد من النشر والتداول محصورا بين مجموعة متخصصة فقط لغرض استعراض أقوال العلماء والفقهاء والتباحث فيها من أجل العلم ولكن ربما تخرج هذه المسائل عن الإطار المحدد لها فتنتشر في المجموعات العامة، لذا يجب أن ينتبه القائمون على نشر هذه الأسئلة الفقهية بهذه الطريقة بأنهم ربما يقعون في إثم وعليهم إيجاد حل آخر لهذه المشكلة مع أننا نحسبهم والله حسيبهم بأنهم يقصدون خيرا من ذلك.
اللهم إنا نسألك التوفيق والسداد في أقوالنا وأفعالنا.