مقال : شكراً.. جمعية الصحفيين العمانية
طالب المقبالي
دأبت جمعية الصحفيين العمانية التي وضعت ضمن أجندتها راحة ورفاهية الأعضاء والسعي إلى تأهيلهم وصقل خبراتهم ومهاراتهم المعرفية في مجال الصحافة والإعلام وأولتها جل اهتمامها من خلال تعزيز برامجها التي تنصب في خدمة أعضاء الجمعية.
وقد لمسنا ذلك منذ أن انتسبنا إلى هذه الجمعية في الملتقى الأول بمسقط عام 2013 ثم تبعه الملتقى الثاني عام 2014 بمحافظة ظفار الذي يعد مهرجاناً إعلامياً تخللته عدة فعاليات جمعت بين التدريب وصقل مهارات وخبرات المراسلين والترفيه. وشهد الملتقى حضورا واسعا من الإعلاميين من دول مجلس التعاون الخليجي وبعض الدول العربية.
ثمّ بعد ذلك جاء الملتقى الثالث في ولاية صحار بمحافظة شمال الباطنة في العام 2015م والذي قمنا من خلاله بزيارة ميناء صحار التجاري وبعض المعالم الأخرى، إلى جانب من الفعاليات وحلقات التدريب.
وفي العام 2016 جاء الملتقى الرابع بمنطقة الدقم الاقتصادية الذي كان له كبير الأثر في إكسابنا معلومات عن الاقتصاد وعن الخدمات اللوجستية وغيرها من الأمور.
ثم تبعه المُلتقى الخامس في أقصى الشمال في العام 2016 في محافظة مسندم بوابة العبور للاقتصاد العالمي، واطلعنا من خلاله على بعض المناشط التي تقوم بها الجمعيات الأهلية كجمعية المرأة العمانية؛ حيث كانت للمشاركين جولة في معرض المنتجات والمشغولات الحرفية للمرأة في محافظة مسندم.
وقبل أيام أقيم الملتقى السادس والذي ارتأت الجمعية أن تغير مسماه ليصبح الملتقى الصحفي السادس، وهذا في رأيي أشمل وأعم، بعدما كان ملتقى المراسل الصحفي والذي كان يخدم المراسل والصحفي في آن واحد.
وتضمن الملتقى جلسة حوارية تم خلالها استعراض التجارب والمسيرة الإعلامية لعدد من الإعلاميين في السلطنة، كما تضمن الملتقى عدة برامج بين أعضاء الجمعية المشاركين والتي هدفت إلى إيجاد جو أخوي.
واستعرض الملتقى المقومات السياحية والاقتصادية والتاريخية والثقافية التي تشتهر بها محافظة شمال الشرقية إضافة إلى التعريف بالمشاريع التنموية التي حظيت بها المحافظة من قبل الحكومة في ظل العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه – خلال الفترة الماضية، وكذلك هو الحال في المُلتقيات السابقة.
وإلى جانب المُلتقيات تنظم الجمعيّة دورات تدريبية للصحفيين والمصورين كان آخرها دورة الإعلام الشامل بالعاصمة البريطانية لندن بالتعاون مع مؤسسة “طومسون” والتي استمرت خمسة أيّام، وهذه الدورة تأتي ضمن الخطط والبرامج التي تنفذها الجمعية لتحقيق أهدافها وبرامجها المختلفة، وحرصها على وضع البرامج التدريبية المتخصصة التي تتناسب واحتياجات الإعلاميين العمانيين ومتطلباتهم، ومواكبة مستجدات العصر في مجال الإعلام، والتي تهدف إلى تعزيز ثقافة العضو الإعلامية المتوازنة وتنمية مهاراته ومواهبه.
إنّ مثل هذه الملتقيات تهدف إلى تجديد النشاط وإكساب الصحفي المهارات المختلفة من خلال الاحتكاك بالصحفيين القدامى، الذين يتمتعون بمهارات عالية والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم الصحفية، ومنهم أكاديميون في الجامعات في المجال الصحفي والإعلامي، ومنهم من أمضى في العمل الصحفي والإعلامي عدة عقود.
وكلمة حق يجب أن تُقال في حق الإدارة الحالية لجمعية الصحفيين العمانية بأنّها ماضية في تنفيذ أجندتها الانتخابية بكل مصداقية، وكلمة شكر للقطاع الخاص على دعمه السخي لفعاليات وأنشطة الجمعية التي استطاعت من خلاله أن تحقق برامجها وأهدافها التي نراها واقعاً ملموساً.
وكل ما تحقق في الفترة الماضية إلى جانب هذا الدعم فإن عموده والأساس فيه مشاركة الأعضاء الفاعلة، والذي تم من خلال اللجان المشكلة مما ساهم بشكل كبير في إيجاد عمل تشاركي بين المجلس والأعضاء.
الذي نلاحظه من طلبات كبيرة في الحصول على عضوية الجمعية خير دليل على النجاحات التي حققتها الجمعية خلال الفترة الماضية، فما تمّ خلال تسعة أشهر من عمر هذا المجلس شيء يثلج الصدر. والقادم خلال العام المقبل بلا شك سيكون أفضل وأعم لا سيّما وأنّ الجمعية انتشرت خلال الفترة الماضية وأثبتت ريادتها في العمل المجتمعي.
فمن السهل الوصول إلى القمة والريادة في العمل، ولكن الصعوبة تكمن في الاستمرار والمحافظة على هذا المستوى وعلى هذه الإنجازات. فشهادة حق أسجلها بأنّ هذه الإدارة منذ تسلّمها زمام الأمور سعت وما زالت تسعى إلى تحسين العمل في الجمعية وتقبّل الآراء ووجهات النظر، وتأكيداً على ذلك أنشأت هيئة استشارية لمشاركتها في وضع الرؤى المستقبلية للجمعية والاستئناس بآراء الأعضاء الذين يمثلون رؤساء الصحف المحلية والإعلاميين الأكاديميين وقدامي رجال الصحافة والإعلام في السلطنة. كما سعت الجمعية إلى إيجاد تسهيلات للأعضاء في عدد من الخدمات التي تقدمها بعض المؤسسات التعليمية والطبية والطيران والمواصلات وغيرها من الخدمات خدمة للأعضاء.