إلى متى؟
أحمد بن علي الصبحي
خلال اليومين الماضيين تابعنا مقطعين مصورين، المقطع الأول تحدث عن ظاهرة ترك السائح المخلفات المختلفة، وجعل المكان الذي اختاره وأعجب به مكان ليقضي وقت ممتع به إلى مكان لا يطاق ولا تقبله طبيعة البشر، وحبها للنظافة وحث ديننا الحنيف على النظافة. فالمصور جزاه الله خيراً قام بتصوير مقطع فيديو توعوي لتلك العادة السيئة والتي تخالف القاعدة التي تقول “اترك المكان أفضل مما كان” بل حرفها وجعلها “اترك المكان أسوأ مما كان”، فالسياحة ثقافة لابد أن يمتلكها كل سائح، والتي تشمل المحافظة على نظافة المكان وخصوصيته وعادات وتقاليد المجتمع والمكان واسمه الصحيح، حيث تلاحظ في المقطع أن المصور لم يوفق في ذكر الاسم الصحيح للمكان، فخلط الجبل الشرقي بولاية الحمراء وتحديداً منطقة الشرف والتي تمثل أعلى نقطة في الجبل وتحمل اسم بركة ماء ومسجد أثري كانا نقطة استراحة لسالكي الطريق من وإلى ولاية الحمراء في السابق، فجعل الاسم محرفاً، والأغلب بدون قصد فوجب التوضيح، فمنطقة الشرف تتبع ولاية الحمراء، أما هاط فتتبع ولاية الرستاق.
بالأمس تم تداول صورة انقطاع حركة السير في وسط الجبل الشرقي بولاية الحمراء، وتحديداً في مجرى وادي الجردة، والبعض يسميه الجاردة، وربما تعود التسمية إلى شدة انحدار الوادي والصعوبة التي كانت يواجهها مستخدمو الطريق عن طريق الحمير أو السير بالأقدام.
المصور وفِّق في إظهار جمال منظر جريان الوادي وإظهار كثافة السيارات التي لم تستطع عبور الوادي، وشدة إقبال السائح للجبل الشرقي والتمتع بجمال الطبيعة، والذي تنقصه كثيراً من الخدمات لو وجدت لأصبح المكان شديد الزحام من داخل وخارج السلطنة، ولكن لم يوفّق المصور في نقل المعلومات الصحيحة للمكان والتسمية الصحيحة عندما ذكر جبل هاط. أين هاط من المكان الذي التقطت فيه الصورة؟ هاط بلدة جميلة ورائعة بين أحضان الطبيعة، وتتبع ولاية الرستاق بمحافظة الباطنة جنوب، ويفصل بينها وبين ولاية الحمراء سلسلة جبلية.
إن نقل المعلومة الصحيحة لأي مكان جزء من ثقافة السائح، وكذلك الإعلامي في ظل الإعلام الحر الذي وفرته شبكة المعلومات الدولية الإنترنت، وأصبح كل من يحمل هاتف ذكي إعلامي مع اختلاف الثقافة الإعلامية.