المقاومة العمانية للوجود البرتغالي في الخليج العربي والمحيط الهندي (( ١٥٠٧م – ١٦٩٨م ))
أحمد بن علي المقبالي
الجزء السادس والعشرون: –
عن مواجهة العمانيين للبرتغاليين في الساحل الغربي للهند.
الجزء السابع والعشرون: –
نستكمل في مقالنا اليوم إن شاء الله تعالى المواجهة العمانية البرتغالية في الساحل الغربي للهند.
– نتيجة للضربات الموجعة التي وجهها الأسطول العماني للبرتغاليين في كل مكان تواجدوا فيه وذكرنا في المقال السابق بأن العمانيين اتبعوا سياسة الضرب المستمر لإنهاك وإتعاب الأسطول البرتغالي وقد تأثر وتأذى البرتغاليون كثيراً من هذه السياسة فقد أصبحت سفن البحرية العمانية تضرب وبعنف أينما تريد وبالتوقيت الذي يناسبها فقد كان العرب العمانيون هم أصحاب المبادرة دائماً.
– ولمحاولة إصلاح الوضع واستعادة السيطرة على المنطقة من جديد فقد جاءت الأوامر من برشلونة عام ١٦٧٨م بإعداد حمله لتأديب القوات العمانية في الخليج العربي ولكن تم تغيير وجهة هذه الحملة إلى شرق أفريقيا بعد ورود معلومات عن قيام الأسطول العماني بشن عمليات عسكرية عنيفة ضد البرتغاليين هناك.
– حدثت بعض المشاكل والقلاقل الداخلية في عمان نتيجة الصراع على السلطة كان نتيجتها تشتت جهود القوات المسلحة العمانية مما أدى إلى تمكن الأسطول البرتغالي بقيادة الكابتن ديو جو دي ميلو إلى أن يلحق ضربة بالأسطول العماني خارج منطقة سورات الواقعة في الغرب الهندي وكان ذلك في أواخر عام ١٦٨٧م.
– يوم ٢٩ يناير عام ١٦٨٩م اشتبكت قطع من الأسطول العماني مكونة من ١١ سفينة مع البرتغاليين ولا تذكر الوثائق البرتغالية نتيجة واضحة لهذه المعركة غير أن القوات العمانية ارتدت عن المنطقة بعد أن واجهتها القوات البرتغالية.
– عام ١٦٩٤م قام الإمام سيف بن سلطان الأول اليعربي بتوجيه الأسطول العماني إلى ساحل كوجرات في غرب الهند بغرض ضرب الموانئ البرتغالية على خليج كامباي وقد قامت القوات العمانية بشن هجوم قوي وساحق على جزيرة ساليست ومدينة دامن المهمتين والمحصنتين من البرتغاليين.
– كانت معركة ساليست ضارية وقوية فقد قامت القوات العمانية بعمليات إنزال على أرض الجزيرة واشتبكت في معركة دامية مع القوات البرتغالية وخاض العمانيون صراعاً عنيفاً ضد القوات المدافعة واستطاعت القوات العمانية تحقيق نصرٍ كبير ورجع العمانيون بالكثير من الغنائم وأسروا حوالي ١٤٠٠ أسير.
– عام ١٦٩٥م أرسل الإمام الأسطول العماني لضرب القوات البرتغالية في مدينتي بارسلور ومانجلور الاستراتيجيتين والمهمتين جداً للبرتغاليين كونهما أغنى المدن التي يسيطرون عليها وقد استطاع الأسطول العماني تحقيق نصر ساحق مؤزر على الحاميات البرتغالية هناك ولم يستطع أمير المنطقة راجا كريشنا نايك الموالي للبرتغاليين أن يدافع أو يحمي المدينتين وقد استولت القوات العمانية على كميات كبيرة من الأرز موجودة في المخازن (( كما تم ضم المدينتين إلى الممتلكات العمانية )) وعاد الأسطول العماني المنتصر إلى مسقط محملاً بالغنائم وترفرف على سارياته أعلام الانتصارات.
– عام ١٦٩٦م وصلت معلومات استخباراتية إلى الإمام سيف بن سلطان إلى وجود تحالف بين البرتغاليين والفرس مع إعداد خطة لقوات التحالف لمهاجمة مسقط وذلك كردّ فعل على الانتصار الذي حققته القوات العمانية في ميناء كنج الفارسي عام ١٦٩٥م وكذلك الانتصارات العمانية في الموانئ والسواحل الهندية وحتى الأفريقية.
– وجه الإمام سيف بن سلطان اليعربي ضربة استباقية للتحالف الفارسي البرتغالي بأن قام بالهجوم بدلاً من الدفاع وانتظار العدو وعليه فقد قسّم الأسطول العماني إلى قسمين وقام بتوجيهه إلى مكانين مختلفين فالقسم الأول توجه إلى شرق أفريقيا والهدف ضرب المستعمرات البرتغالية وأما القسم الثاني فتوجه إلى مدينة مانجلور على الساحل الهندي وقد استطاعت القوات العمانية مهاجمة الحامية البرتغالية في المدينة وتدميرها.
– أصاب البرتغاليون الدهشة والعجز وقلة الحيلة حول انتصارات الأسطول العماني عليهم في كل مكان وعدم مقدرتهم على التصدي لسفن البحرية العمانية التي تعصف بهم أينما تجدهم وبالتوقيت الذي يناسبها لدرجة أنهم لا يعرفون أو يتوقعون أين سوف يكون الهجوم التالي وليس أمامهم سوى القبول بتلقي الضربات القاسية من الأسطول العماني ولذلك كان عليهم تبرير أسباب تلقي هذا السيل الكبير من الهزائم لهذا اتهموا العمانيين عام ١٦٩٧م بانهم يتلقون الأسلحة والإمدادات من الإنجليز في بومباي وزعموا أن من يقود القطع البحرية العمانية هم ضباط إنجليز وان السفن الحربية العمانية ترفع العلم الإنجليزي.
مقالنا القادم إن شاء الله تعالى سوف نستكمل فيه أحداث مواجهة العمانيين للبرتغاليين في الساحل الغربي للهند.
المصادر: –
– المقاومة العمانية للوجود البرتغالي
في الخليج العربي والمحيط الهندي
(( ١٥٠٧م – ١٦٩٨م ))
المؤلف: –
أحمد بن حميد التوبي
– اليعاربة أمجاد وبطولات
المؤلف: –
د. أيمن محمد عيد
– دولة اليعاربة
المؤلف: –
د. عائشة السيار