2024
Adsense
مقالات صحفية

للحُب عنوان واحد فقط

ريحاب أبو زيد

برغم أنني كتبت سابقًا عن الحب الصادق، فأحببت أن أكتب مرة أخرى عن ذلك الموضوع الذي افتقدناه في زمنا الحاضر واختفت فيه المشاعر الصادقة، بسبب بعض المزيفين الذين يظنون أنهم يستطيعون خداع مَن أمامهم بمعسول الكلام والكذب ولكن، نعرف جميعاً أن الصدق عنوان الحب الحقيقي الذي يستمر لنهاية العمر، فلا ننكر أن البعض يجد صعوبة في تحديد معنى الحب لأنه عميق المعنى.

ففي زمنا الحاضر للأسف كلّ منّا يراه من وجهة نظره، واختلف معناه لاختلاف وجهات النظر، ولكن مهما اختلفت المبادئ أو الزمن أو وجهات النظر يظل للحب عنوان واحد فقط وهو (الصدق).
فللحُب قيمة كبيرة وراقية، فالقلوب البيضاء ترتقي بالحب، وبدونه يموت إحساس القلب.

الحب الحقيقي هو الذي يُغلف بالصدق فيتوافق فيه القول مع الفعل، ويخلو من الزيف والتلاعب بالحروف، فنحن للأسف نعيش في زمن قليل فيه من اختار أن يعطي حباً حقيقياً بعيداً عن النفاق والكذب والتصنع.

أما من اختار طريق الزيف في الحب سيصاب بما يسمى بتخمة الكذب، بسبب كثرة الكلام المزيف الذي يقوله، وسيصعب عليه ترجمة المشاعر الحقيقية والكلمات الصادقة، وسيكون خسراناً في نهاية المطاف مهما حاول استخدام كلمات مزينة، لأن الحب الحقيقي يتدفق بالأفعال الصادقة، ويبقى سراباً حين يكون كلمات تُكتب وتُسمع فقط.
فالمشاعر المزيفة تفضح سريعًا عند المواقف لتظهر زيف المشاعر وتسقط الأقنعة.

أما من سلك في مشاعره طريق الصدق فهو القلب الصادق النقي الذي لا يَتظاهر بمشاعر كاذبة، لأنه يؤمن بأن القلوب لا تكسب بالخداع. فذلك القلب فقط من يعرف العنوان الوحيد للحب وهو الصدق الذي يجب أن يكون متبادلاً، فعندما يُبنى الحب على الصدق لا تتبدل المشاعر ولا تتغير، ويكون محمياً بسورٍ قوي ومتينٍ لا يتأثر بأي متغيرات.
ولا ننسى أن الحب لا يُفنَى إلا إذا مات الصدق، أما الحب الذي يختفي فيه الصدق ينتهي بسرعة لأنه يكون مثل البالون الفارغ.

أخيراً الحب لا يرتوي إلا بالصدق، فاجعل من نفسك وقلبك شخصًا نقيًا صادقًا وتأكد أن كذب المشاعر مكشوف ولو بعد حين، فإذا ظننت أنك نجحت في الدنيا بكذبك، فاعلم أنك لن تنجح في الأخرة.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights