حالي والشّوق..
فؤاد آلبوسعيدي
siaq2007@gmail.com
حديث حروفي
عن الأشواق التي تأتيني
في مساءاتي التي باتت
غريبة وأخشى
أن تختفي وتخاب..
وكلماتي العتيمة
وهي تتحدث عن اللهفة
التي تستيقظ
معي في كلّ صباحاتي
الموحشة وعن الجنون
وعِــلَـله ومنها
بتّ فعلاً أُصـاب..
وسطور بوحي
وحديثها عن وقع غيابك
في كلِّ ليالي
الدّجى المظلمة
وصباحاتي الضبابية
فبتّ بمغيبك
أرى سقوطي
ولكن عن عشقي
لك لا أَهـاب..
وعن هذه النفس
المسكينة أُسْـمعك
كثيراً همساتي
التي تبحث عنك
في كلّ عواصم
الحب الخيالية
وبلاداً يُحيطها الضّباب..
وعن مشاهد العِتمة
وأنا أقرأ كلّ أسماء
الشوارع التي عبرتها
وحيداً لأراك وأنا
بلا أخلّة أشكي لهم
ولا صُحْبة وأصْحاب..
عن الأشواق التي
أهجر إليها وأسكُنها
حتى غدوت كإبن بطوطة
أعبر الجبال وأمضي
بين السّهول باحثاً
عن السعادة والرّحاب..
عن الفؤاد الذي أضاع
كل الحدود حتى يسكن
في بلادك البعيدة
ومدنك القريبة
بين الأقارب والأغراب..
عن كل الأشواق
أرى هذه الأشبار
الباهتة في جسدي
قد باتت تتقن لغاتك
وبتّ لا أرى فيك
سوى الصّواب..
عن كل الأجساد في روحي
وهي تنشد وتتحدث
وما كانت قبلك تجيد
علوم وأخبار لغة الضّاد
فأضحت مشاعري
تتحدث بلا حجاب..
عن الشّوق
الذي إنْ أتاني
قلت لا شيء يحدث
معي ولا حولي
ولا أدري الجواب..
عن الدّروب التي
تسأل عنها،
عن الذي إن
غفوت
ليلاً أقامني
وأسهرني
وما عدت أراه سوى
حبّا بات عنيفاً
يمسيني عليلاً
وفي قلبي
الشّباب..
عن الذي أعلمه
ولا تعلمه،
هو شوقاً يسلك
دروبي
فبات رفيقاً في
كلّ ورق وكتاب..
عن ضعفي بك
قد بات شديداً
وأنا أعلم
الأسباب..
ولكن ما الذي
أحدث هذا
الجفاء والإنقلاب؟
وماذا يحدث بك
وأنت في عينايَ
كلّ هذا الرّمش
وسواد كلّ بعثرات
هذه الأهداب؟
مالي لا أراها
لهفاتك الشديدة
في كل باب..
ولا عند غيابك
تحوطني ولا بات
شوقي يسترني
كقطع الٓثّـياب..
ما بال شوقك
يأتيني شديداً
في سكوني
وينسى بأنّ
هدوئه في قلبي
كان دوماً ينساب..
مالي بتّ أراه
عاصياً ويخدّرني
في جنون حالاتي
فدونك يزيدني
عِـلّٓة واكتئاب..
عن كلّ الأشواق
العاجلة والآجلة
قد بتّ لا أهوى
غيرك ولا تجذبني
كلمات ونظرات
الإعجاب..
عن كل الأشواق
قد بتّ لا أتوق
الإستسلام
ولا أبحث عن
خطط الإنسحاب..