الحرامي الزئبقي
حمدان بن سعيد العلوي
مدرب في الإعلام والعلاقات العامة
الحرامي كما هو متعارف عليه لدى الجميع هو اللص الذي يقوم بسرقة الناس في منازلهم ومتاجرهم وسياراتهم ومختلف الأماكن، والسرقة أنواع مثل السطو والاختلاس والنهب والاحتيال أو الاستيلاء، ولكنني سأحدثكم عن حرامي (زئبقي) غريب الأطوار، حيث اشتكى لي أحد الأخوة الأعزاء بعد أن طفح كيله طالباً الاستعانة بي كي أكتب عن قصته، هذا الحرامي أيها القراء الأعزاء أشعل رأس صاحبي شيباً فقد سميته (زئبقي) لصعوبة الإمساك به، هذا (الزئبقي) يدخل بيت صاحبنا والعائلة في المنزل ولكن عجزوا عن الإمساك به فهم يرونه يظهر أمامهم ولخفة وزنه يتميز بسرعة الحركة والمناورة والاختفاء عن الأنظار، أسمر البشرة يضع شماغاً على وجهه (لثام) كي لا يتعرف أحد على شكله ويرتدي قفازات على يديه، يقف على سور المنزل أحياناً وأحياناً يأخذ جولة بالداخل وفي كل مرة يراه أحد من سكان المنزل، لعلي أجد العذر لهذا (الزئبقي) إن قلت بأن صاحبي بدين بعض الشيء بطيء الحركة ولكن قام بالاختباء والترصد مراراً وتكراراً لكي يقبض على لصّه العنيد، إلا أنه في كل مرة يكون فيها بالمرصاد لا يأتِ اللص وكأنه يعرف تحركات صاحب المنزل. كان يترقب طوال الليل مجيء اللص ولكن بلا فائدة وأحياناً لا يكون بمفرده فيستعين بإخوته ويتوزعون كل منهم في جهة حتى فوق سطح المنزل محملين بالحجارة جاهزين لرجمه إلا أنه لا يأتِ في مثل هذه المواقف، وبعد أن يظن الصاحب بأن الحرامي (الزئبقي) لن يعود خوفاً من الإمساك به، يظهر فجأة ولكن في كل مرة تسلم الجرة.
أبلغ أخينا صاحب المنزل الشرطة عدة مرات ولكن لا أثر له ولا يظهر في تلك الحالات وكأن له عيوناً في كل مكان ليأتي البلاغ من منطقة أخرى بذات المواصفات، حتى أيام منع الحركة التي فرضتها جائحة كورونا ظهر الحرامي، حيث يقول صاحب المنزل أنه قام بمطاردته بين البيوت (السكيك) إلا أنه لاذ بالفرار مرة أخرى، مستغرباً رغم وجود الحظر إلا أن (الزئبقي) يظهر ويهرب ويقوم بالبحث عنه وهو في بحثه يتمنى رؤية سيارة شرطة واحدة لكنها لا تظهر في مثل هذا الموقف، معاناة شديدة وقلق مستمر يشعر به صاحب المنزل فيقول: الحرامي لم يسرق شيئا وليته سرق وذهب في حال سبيله، فما يقلقني هو أنني أعمل في قطاع النفط وأغيب عن المنزل لفترات طويلة فكيف لي أن أترك الأهل في مثل هذه الظروف، ويتساءل ما الحل؟ فقد أبلغت الشرطة عدة مرات ولكن بلا فائدة فاللص لا يظهر في هذه الأوقات، ويضيف:
أليس من حقنا العيش بأمان واطمئنان ونحن بعيدون عن منازلنا؟ حيث يناشد الجهات المختصة بالبحث عن حلول لتفادي السرقات وترهيب أهل البيت من مثل هذه السلوكيات.
أعانه الله على ما ابتلاه وأدعُ الله أن يصرف عنه شرّ هذا اللص وأن يقع في شر أعماله وأن لا يبتلي أحداً بمثل ما ابتلي به، لا نعرف الهدف من تكرار دخول المنزل وهو يعرف أن أصحابه بداخله وكأنه يفعل ذلك للتسلية.
أو أنه يقوم بذلك للمناورة عمداً لإشغال رجال الأمن ليقوم أصدقاؤه الآخرون بسرقة مكان آخر قد خططوا له، ويتساءل بعضهم:
لو أمسكت باللص واضطررت لضربه ضرباً مبرحاً لأنه تعدى على حرمة منزلي لماذا يتم محاسبتي قانونيا؟ رغم أنني أدافع عن نفسي ومنزلي الذي اقتحمه هذا اللص المعتدي، لماذا لا يُسمح لي بالتصرف كي لا يتجرأ اللص من معاودة فعلته؟ وكيف لي أن أقبض عليه بدون مقاومة حين يطلب مني القبض عليه وتسليمه للجهات المعنية؟
كثرت السرقات في بعض الأحياء السكنية وللأسف فإن بعض اللصوص يقومون بتخريب المنازل إن لم يجدوا ما يسرقوه.
الجهات الأمنية تقوم بواجبها على أكمل وجه ولكن هذه الفئة تحتاج إلى ردع واستئصال لكي لا تتجرأ بفعلتها على اقتحام البيوت الآمنة، وعلى الجميع تفعيل أجهزة المراقبة لمساعدة الجهات الأمنية للقيام بدورها.
سلَّمكم الله من كل مكروه وأعان الجميع على محاربة اللصوص أينما كانوا، نعم بيوتنا آمنة ولله الحمد ولكن يجب علينا أخذ الحيطة والحذر وأن لا نترك لهم الفرصة خصوصاً في الأحياء السكنية المكتظة التي تختلط فيها فئات المجتمع.