2024
Adsense
قصص وروايات

ليلة لا تنسى

العنود الهنائية

أتذكر تلك الليلة جيداً، كان النعاس يتسلق أهداب عيني كاللص ولكن كل محاولاته باءت بالفشل، وعيني المستيقظة كانت كالحارس الذي يتوجب عليه حراسة باب عقلي في تلك الليلة، وهذا الأخير وكأنه يقيم حفلة في رأسي، الضجيج الذي يسببه عقلي يكاد يهوي بي في الأرض لولا أنني تمسكت جيداً بالجدار، ثم إن قلبي كان على غير عادته ينبض بسرعة جداً كالأم تركض وهي خائفة تبحث عن صغارها، غريب هذا الأمر جداً وكأن كل الأطفال غادروا قلبي تلك الليلة، لا صوت فرح ينبعث ولا حتى أغاني أم لأطفالها وهي تحاول جاهدة أن تجعلهم يخلدون للنوم، بدى الأمر وكأن كل شيء في الغرفه يتأرجح، أمدّ يد الإستغاثة ولكن يدي لا تصل، وكلما تقدمت للأمام أشعر بأن الأرض تهتز من تحت قدميّ، عبثاً أحاول أن أقف وكل ما فيّ يموت شيئاً فشيئاً، بدوت كوردة ذابلة وباهتة حاولت أن تعيش وماتت بساعة غفلة، غفلة صاحبها الذي لم يرويها قط منذ أن اقتطفها من على غصن الشجرة، استغرب جداً من أؤلئك الذين يبعدونا عن ما ننتمي إليه ويجبرونا أن ننتمي إليهم دون أن يهتموا بتوفير الجو المناسب لنا للعيش، أنظر للمكيف وهو في درجة البرودة التي اعتدت عليها ولكن لا أشعر به أبداً، جبيني كان غارق من شدة التعرق، ثم فجأة وقعت على الأرض، ارتطم رأسي على الكنبة، تمنيت لو أنني فقدت الوعي كي لا أدرك أي شيء مما يحدث ولكن من سوء حظي لم يحدث لي شيء، بقيت مستيقظة ومستلقية على الأرض لا أرى شيء سوى المروحة وهي تدور بسرعة وشعرت وكأنها ستقع عليّ ورغم ذلك لم أستطع أن أتحرك وأبعد جسدي الميت هذا، وشعرت وكأن أحدهم سحب كل هواء غرفتي، لم أستطع أن أتنفس جيداً، إني أنازع الموت ولا أحد يسمع صوتي المبحوح، والحشرجة التي تعبر جنجرتي تكاد تقتلني، إنني اختنق، لا أرى شيئاً وجسدي مرتخٍ تماماً، لا أشعر بي، فارق جسدي الحياة.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights