المقاومة العمانية للوجود البرتغالي في الخليج العربي والمحيط الهندي ((١٥٠٧م – ١٦٩٨م))
أحمد بن علي المقبالي
الجزء السادس والعشرون: –
مقالنا اليوم إن شاء الله تعالى سوف يكون عن مواجهة العمانيين للبرتغاليين في الساحل الغربي للهند.
– استخدم العمانيون استراتيجية الضرب المتواصل والاشتباك المستمر في كل مكان مع الأسطول البرتغالي لإنهاكه وتشتيت جهوده فقد كان الأسطول العماني مشتبكاً معهم في أفريقيا والخليج العربي وعلى السواحل الهندية وفي المحيط الهندي فلم يكن متاحاً لهم أي مجال لالتقاط الأنفاس.
– عام ١٦٥٥م شنّ الأسطول العماني أولى حملاته على مدينة بومباي الهندية وقد استطاعت القوات العمانية تحقيق مفاجأة كبيرة على البرتغاليين فتحقق هدف توسيع النطاق الأمني للسواحل العمانية والعودة بالكثير من الغنائم.
– عام ١٦٦١م وبسبب تهديد البرتغاليين للمصالح العمانية التجارية في غرب الهند قام الأسطول العماني بمهاجمة بومباي للمرة الثانية واستطاعت قطع البحرية العمانية تدمير الحامية البرتغالية هناك وتنفيذاً لسياسة الضرب المستمر لإنهاك العدو كما تم مهاجمة بومباي للمرة الثالثة عام ١٦٦٥م.
– عام ١٦٦٨م توجهت قطع من سفن الأسطول العماني إلى منطقة ديو الواقعة في الغرب الهندي وكانت القوات العمانية بقيادة مسعود بن راشد التوبي (ابن مغيوث) وقد استطاع هذا القائد الشجاع أن يتسلل إلى المدينة ويصل إلى أسوارها دون أن تشعر بهم الحامية البرتغالية.
– كمنت القوات العمانية تحت أسوار المدينة إلى أن فتحت أبوابها في الصباح، فاندفع المقاتلون العمانيون إلى الداخل دون أي مقاومة تذكر مما أحدث صدمة كبيرة في المدينة من هول المفاجأة، فحدث هرج ومرج وفوضى عارمة، وهرب الكثيرون إلى داخل القلعة، أما من قاوم المهاجمين فقد تم القضاء عليه، وأما سكان المدينة فلم يمسهم سوء من القوات العمانية المهاجمة.
– مكثت القوات العمانية ثلاثة أيام في المدينة تمكنت خلالها من جمع غنائم هائلة جداً دون تعريض حياة السكان للخطر، وهذا يؤكد أن العمانيين لا يتعرضون للسكان أبداً كما تم أسر ألفي أسير عاد بعدها الأسطول العماني إلى مسقط منتصراً.
– عام ١٦٧٠م قام الأسطول العماني بمهاجمة مدينة ديو للمرة الثانية واستطاع تحقيق الانتصار والعودة بالغنائم الوفيرة وللأسف الشديد فإن المصادر التاريخية تغفل عن ذكر تفاصيل هذه المعركة.
– في فبراير عام ١٦٧٤م أبحرت قطع من الأسطول العماني إلى منطقة باسين والتي تقع في ولاية تانا الهندية الواقعة على بعد ٢١ ميلاً من بومباي وكان الأسطول العماني مكوناً من عشر سفن على متنها ٦٠٠ مقاتل استطاعوا النزول إلى أرض المدينة ومكثوا فيها خمسة أيام ولم تتجرأ الحامية البرتغالية على مواجهتهم رغم تفوقهم بالعدد على القوات المهاجمة، وبعد أن انتهت مهمة الجند عادوا إلى قاعدتهم في مسقط بعد أن غنموا الكثير من الغنائم بينها مجموعة من التحف الذهبية والفضية كما تسبب الهجوم العماني بهروب الكثير من سكان باسين إلى بومباي خوفاً من تكرار الهجوم العماني على المدينة.
– عام ١٦٧٦م قام الأسطول العماني بالهجوم على منطقة ديو للمرة الرابعة على التوالي، وتقول الوثيقة البرتغالية المرسلة من نائب الملك في الهند إلى ملك البرتغال ومؤرخه في ١٠ يناير عام ١٦٧٧م تؤكد الهجوم العماني وتذكر بأن القائد البرتغالي بيرو لاميجو باليا والذي كان من المفترض مقايضته مع بعض الأسرى العمانيين يقاتل في صفوف القوات العمانية، وأنه اعتنق الدين الإسلامي.
مقالنا القادم إن شاء الله تعالى سوف نستكمل فيه أحداث مواجهة العمانيين للبرتغاليين في الساحل الغربي للهند.
المصادر: –
– المقاومة العمانية للوجود البرتغالي
في الخليج العربي والمحيط الهندي
(( ١٥٠٧م – ١٦٩٨م ))
المؤلف: –
أحمد بن حميد التوبي
– اليعاربة أمجاد وبطولات
المؤلف: –
د. أيمن محمد عيد
– دولة اليعاربة
المؤلف: –
د. عائشة السيار