الدعاية و الإعلان بين الترويج والتأثير
عمار محمد بامخالف
تقوم وكالات الإعلان على أنها مؤسسات متخصصة تساعد عملائها على تبني إعلانات؛ لتسويق سلعهم وخدماتهم بطريقة أكثر فعالية، حيث تتألف وكالة الإعلان من رجال أعمال مبدعين ورجال أعمال الكتاب والفنانيين ورجال الأعمال ومحللي السوق، ورجال التجارة والبحث ومتخصصي الإعلان من جميع الأنواع. حيث تضم هذه الوكالات أشخاص ذو خبرة جيدة في المجالات التسويقية والإعلانية، ولديهم أيضاً الخبرة الكافية في التعامل مع المستهلك.
من جانب وكالة الإعلان معرفة جميع الوسائط والوسائل التي يمكن استخدامها بشكل مربح ومرضي للزبون ونقل الخدمة للمستهلك إلى أي مكان، ولكن لأي شيء في هذا الوجود له ايجابيات وسلبيات، ولا شك أن للخدمات الإعلانية عدة مخاطر على المجتمع سوف نتطرق لها لاحقاً.
تعتبر الدعاية والإعلان من أهم مصادر الدخل في المؤسسات الإعلامية، وقد اعتمدت الإعلانات في أغلب الأحيان على إثارة العواطف والإغراءات؛ لكي تقبل من قبل المجتمع، حيث تأتي هذه الإعلانات ليس رغبة من المجتمع نفسه، وإنما تكون بعض الأحيان إجبارية لمشاهدتها مثل موقع اليوتيوب تأتي عدة إعلانات قصيرة لعبض الثواني قد تؤثر على الأفراد الذين لم يكونوا عل معرفة جيدة في هذا المجال.
حيث تعمل الشركات الأجنبية على ترويج بعض المنتجات التي لا يقبل بها المجتمع العماني المحافظ ولا المجتمع الإسلامي بأكمله، والقصد منها تشوية سمعة الشباب العماني والعربي وتضييع وقتهم فيها بما لا يعود عليهم بالفائدة.
لا نخفي بأن اللأطفال الذين هم دون سن العاشرة لديهم هواتف نقالة يشاهدون فيها هذه المواقع، من الممكن أن يدخلوا على إعلانات ويشاهدوا أمور غير حميدة وبالإضافة إلى تقليد الأطفال والشباب لهذه الإعلانات التي تحرك فيهم العواطف و تؤثر على سلوكهم في المستقبل، ولا شك أن هذه الإعلانات تخاطب الغرائز وتخرج عن قيم المجتمع وعن عادات وتقاليد ودين أهل البلد والتي دائماً وأبداً يحرص الإنسان على التمسك بها والمحافظة عليها.
من هنا يأتي دور المجتمع بداية من دور الأباء على مراقبة أجهزة أولادهم حيث أن هناك عدة برامج لمراقبة الهواتف من جميع النواحي، وكذلك على وزارة الإعلام أن تتخذ الاجراءات التي تخص هذه القضية من حذف هذه الإعلانات من مواقع المشاهدة، وأن لا يمر أي إعلان إلا بموافقة الوزارة لأن بعض المنتجين لا يهمهم إلا الربح من هذه الإعلانات وكيفية الترويج لها وهذه المصالح لا تعرف الأخلاق ولا الدين ولا الشرف.
إن قضية الإعلانات سوف تأخذ وقتاً طويلاً من الصراع بين المروج الذي يسعى لتحقيق المزيد من الأرباح وكذلك تحقيق هدفه الأول وهو زيادة حجم المبيعات والحصول على أكبر قدر من المال، وبين الجماهير الذين هم ليسوا بحاجة إلى الإعلانات التي لا تتوافق معهم، وبين الجهات المختصة في هذا الأمر والقضاء على هذه الإعلانات التي لم ترضي المجتمع.