صحار. . تاريخٌ ومستقبَل
حمد العيسائي
لا أحد يُنكر الدور التجاري لمدينة صحار إلى جانب مكانتها التاريخية عبر العصور، فقد ذكرت المصادر التاريخية بأن الإمام الصلت بن مالك الخروصي عَيّن محمد بن فيض واليًا ومسؤولًا مباشراً عن التجارة في سوق صحار، وذكرت كتب التاريخ أيضاً بأن لصحار مكانةً تجارية حيث قال عنها المقدسي في كتابه (أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم) بأنها قصبة عمان ودهاليز الصين وخزانة الشرق، وذكر الأصطخري في كتابه (المسالك والمماليك) بأنها -أي صحار- هي أعمر مدينة في عمان وأكثرها مالاً، لا تكاد تعرف على شاطيء البحر في بلاد الإسلام مدينة أكثر مالاً وعماراً من صحار، أما ابن حوقل فقال عنها في كتابه (صورة الارض) لا توجد في كل أنحاء العالم مدينة تضاهي صحار في ثراء تجارتها، كما وذكرها كثيرٌ من المؤرخين مثل الأدريسي والحميري وغيرهم، ليتضح لدينا أن لصحار في تلك الحقبة من الزمن دور بارز في العلاقات بالمراكز التجارية الأخرى في الصين والهند وشرق أفريقيا ومن البلدان العربية البصرة واليمن.
وبعد أن اختفى سوق صحار بشكل نهائي في ثمانينات القرن الماضي تم مؤخراً بناء السوق بحلته الجديدة ولكن لم يتم تشغيله بالشكل الصحيح، ومن هنا بدأت التساؤلات عن أسباب عدم تشغيله طرحها عدد من أبناء صحار ومن يهتمون بشأنها ومكانتها التجارية، مما نتج عنه تشكيل لجنة لمتابعة تشغيله وفق نظرة مستقبلية لأهميته.
وقد استبشر أهالي ولاية صحار خلال الأشهر القليلة الماضية بالحراك الذي قام به سعادة الشيخ محافظ شمال الباطنة وسعادة الشيخ والي صحار وعدداً من المسؤلين وأعضاء المجلس البلدي بالولاية لتفعيل سوق صحار وإعادة تأهيله بما يتناسب مع المعطيات الحالية ليعود لمكانته.
إن أبناء ولاية صحار يتطلعون ليس فقط لتفعيل دور سوق صحار، وإنما أيضاً بضرورة تفعيل مطار صحار ليكون رافداً اقتصادياً، لأهميته في تحريك القطاع الإقتصادي في الولاية بوجود ميناء صحار والمنطقة الحرة ومدينة صحار الصناعية، ناهيك عن تفعيل القطاع السياحي لما تتمع به صحار من مقومات سياحية تتمثل في المسطحات الخضراء والأودية بالإضافة إلى المواقع الأثرية التي تتميز بها الولاية، وأنها بلا شك سوف تكون رافداً اقتصادياً يعود بنفعه على الوطن والمواطن.