د. مسلم بن سالم بن محمد الحراصي
باحث في الموارد البشرية والقضايا التربوية
يُمثل الإبداع المؤسسي المستوى الثالث من مستويات الإبداع وهو المستوى الأعلى والأكثر شمولية لكونه يضم كافة الأفراد والجماعات الذين ينتمون إليها، فكلما كان الإبداع من الفرد زادت قوة الإبداع ضمن الجماعة والفريق، وكلما كان الإبداع من كل فريق عمل ينتمي إلى المؤسسة ارتفعت قوة الإبداع لديها، وبهذا وعلى أرض الواقع هناك منظمات ومؤسسات يشار إليها بالبنان لكونها تتبع سياسة التجديد والإبداع وعلى كافة المستويات، وبذلك يكون مستوى الخدمة التي تقدمها عالية وذات جودة ورغبة كبيرة من قبل المستهلك، وهناك جوانب مهمة ومتعددة في المؤسسة ينبغي التركيز عليها والإبداع فيها والمتمثلة بالإبداع في حل المشكلات، وذلك من خلال اتخاذ تدابير وأساليب متقنة وفاعلة وذات تأثير وتغيير، كذلك الاختيار المتقن للأفراد والعاملين في المؤسسة لأنهم نواة العمل ويد الإنتاج وروح المثابرة، بالإضافة إلى التحفيز المستمر للمبدعين والمجيدين والعمل على إحساسهم بدورهم وزرع الثقة فيهم وأن أثرهم في المؤسسة يمثل أحد أركانها الأساسية، علاوة علة ذلك تنمية القدرات والمهارات لدى العاملين والمتمثل في التدريب والإنماء العملي المستمر لهم، وهذا ما سوف يفتح لهم المجال للاطلاع على الجديد، والتنويع في تطبيق مبدأ الشدة واللين معًا حسب مقتضيات الظروف، بالإضافة إلى الاهتمام بالمهارات الأساسية والأصيلة للمنظمة وعدم التوجه إلى تطبيق المهارات غير المتأصلة.
ويمكن تطبيق الإبداع في المؤسسة وفق نطاق مهام واختصاصات العمل والذي يحقق الإبداع الفني: وهو المجال الذي يمثل اللمسات الفنية والإتقان الدقيق في تقديم وصناعة وانتاج السلع وتقديم الخدمات، من خلال استخدام أفضل وأدق التقنيات والأدوات والآلات، كذلك الإبداع الإداري: وهو المجال الإبداعي المتعلق بالجوانب الإدارية وأصحاب القرار من خلال إتقان الهيكل التنظيمي للمؤسسة والتنظيم الواضح والملموس في كافة العمليات الإدارية ووضوح المهام بين الأفراد، والإبداع في مجال الإنتاج: وهو المجال المهم بالنسبة للمستهلك فالإبداع في الإنتاج يمثل قدرة المؤسسة على التجديد وتقديم السلع والإنتاجات الجديدة وذات الجودة العالية والخروج عن التقليد والروتين في طريقة إنتاجها، وأخيراً الإبداع في مجال العمليات: وهو المجال المتعلق بتقديم الصيانة والتجديد والتحسينات المستمرة على العمليات داخل المؤسسة وكذلك تنفيذ عمليات جديدة وعصرية في مسارات الإنتاج وفق حاجة المستهلك، وبالتأكيد فإن التكامل الإبداعي في كافة جوانب ومجالات المؤسسة يحقق الأهداف الشاملة لديها، والرضا الداخلي لديها وللعاملين والمستفيدين من الخدمات المقدمة.
