طه جمعه الشرنوبي- مصر
يقول العمّ صلاح چاهين -كما نُطلق عليه-:
«وقف الشريط في وضع ثابت
خلي المكنجي يرجع المشهد
عايز اشوف نفسي زمان وأنا شب»
بعد رحيل الفنان الكوميديان العظيم سمير غانم أوقفنا الحنين إلى طفولتنا عند ثلاثي أضواء المسرح الضيف أحمد الذي رحل مُبكرًا، وچورچ سيدهم الذي لم يتركه سمير غانم ولا دلال عبد العزيز إلي أن انطفأت ثاني أضواء المسرح، إلى أن غادر سمير المسرح وأُنزِل الستار للمرة الأخيرة.
تأثر الفنان سمير غانم بفقدان الضيف أحمد وسجّل على الفور قصيدة شهيرة كتبها الشاعر عصام عبد الله والتي يقول فيها: “عزيزي الضيف أحمد بسأل عنك كل ما بضحك، بس ما بيجيش الرد، كل ما بلمح حد واصلك، أجري له ألقاه يتشد.
بيني وبينك عندك أحسن، أروق، أنظف، لولا الرب علينا بيلطف، كنا زمانا بناكل بعض، بس بنضحك، نزعل نضحك، نفرح برضه نضحك.
عزيزي الضيف أحمد ما أعرفش إذا كنت سامعني ولا ما عدتش تسمع حد، فاكر لما كنا نغني كنا نضحك طوب الأرض، بيني وبينك كل ما أدقق، أفكر، أمعن، بشعر إني خلاص ح اتجنن، بس مافيش م المكتوب بد، وآهي أيام بتعدي يا ضيف، وح نتقابل بلا تكليف، ونقعد نضحك”.
رحل الثلاثي، وانطفأت أنوار المسرح، وأُنزل الستار للأبد، ولم يكتفي الإعلام المكتوب والمرئي والمسموع من تداول الحُزن ومزيداً من الصدمات لدى الجمهور بنشر خبر رحيل الفنانة دلال عبد العزيز التي ترقد داخل المستشفى إثر تعرضها للإصابة بـ covid-19 والذي أدى إلى رحيل رفيق عمرها الفنان سمير غانم.
«خلي المكنجي يرجّع المشهد
عايز أشوف نفسي زمان وأنا شبّ»
هذا أول ما طرأ على ذهني أثناء تلقي إشاعة رحيل الفنانة دلال عبد العزيز.
شعرت وكأن العمر ينطفئ شيئًا فشيئًا، وأنّ طفولتنا تُمحى بقسوة أمام سطوة القدر وكأنه”مفيش من المكتوب بُد” كما يقول سمير غانم، وأننا أمام حزن مرتقب، مؤلم بالفقد لما آنسناه في طفولتنا، وعشناه في شبابنا، وكبرنا معه، وأننا أمام غائية أخري لم تنتهي بفقد أحد من الأهل أو الأصدقاء أو قريب لنا، إنما الأمر يتعلق الآن بفقد الحُب والضحكات وأعمال نشاهدها برفقة العائلة وأصوات تعلقنا بها، نسمعها في إذاعة الراديو أثناء رحلاتنا، وفي المقاهي، وفي ليالي مؤنسة في البيوت تملأ الضحكات أفواههم بمزيج من الكوميديا تلائم صغيرنا وكبيرنا، ولم يخجل أحد من مشاهدتها.
نتلقى عبر وسائل الإعلام والسوشيال ميديا تفاصيل الحالة الصحية للفنانة دلال عبد العزيز بكل حُب وقلق، وما تم تداوله أنها تسأل بإستمرار عن حالة سمير غانم الصحية والتي لاتعرف إلي الآن إنه غادر المسرح مؤخرًا وللمرة الأخيرة.
انتهت مشاهدة التي كُتبت و أُعدت مُسبقاً وقام بتصويرها وغادر المسرح الكبير إلي الأبد.
«قال المكنجى: رجوع مفيش
عيش طول ما فيك أنفاس تعيش
وبص شوف ..»
