2024
Adsense
أخبار محليةمقالات صحفية

النَزْر اليسير من تاريخ قبيلة بني لمَك(4) الجزء الرابع

ليلى بنت سعيد بن حمدان اللمكية
( أم عبدالرحمن )
2020/2021 م

بعض مشائخ بني لَمْك :
1. ( يتبع) الشيخ راشد بن سيف بن سعيد بن راشد بن عبدالله اللمكي:
كان هناك تواصلًا بين مشائخ بني لَمْك رغم بُعْد المسافات بينهم، فالشيخ ناصر اللمكي في زنجبار كان يرسل القرطاس للشيخ راشد في عُمان لاستخدامها في نسخ الكتب – كما ذُكِر مُسبَقا-، وكان الشيخ راشد وأخيه سالم بن سيف متواصلَيْن مع أبناء عمهم من أولاد ذيب، ومع الشيخ ناصر بن سليمان بن راشد اللمكي وأبنائه في زنجبار بشرق أفريقيا، ويتضح ذلك من خلال المراسلات بين الطرفين؛ ففي تاريخ 3 جمادي الأولى سنة 1347 هجري (16/10/1928 ميلادية) أرسل الشيخ سالم بن سيف اللمكي رسالة للشيخ حارث بن سليمان بن ناصر بن سليمان اللمكي بزنجبار، يُخْبره بإرسال مبلغ يُقدر ب(200) روبية مع خادمه لأجل القرنفل الذي أرسله إلى عُمان.(1).
وكذلك من صُوَّر ذلك التواصل رسالة مُفادها تعيين الشيخ سالم بن سيف بن سعيد اللمكي وكيلا عن الشيخ سليمان بن ناصر بن سليمان اللمكي في أمواله الكائنة بولاية الرستاق، وأنّه بتلك الوكالة هو المسؤول عن المسجد والمدرسة التي بناها الشيخ ناصر بن سليمان بن راشد اللمكي والتي أوقفها لذريته من بَعْده، وقد كان الشاهد على ذلك التوكيل قسور بن حمود بن هاشل الراشدي، وهذه الرسالة مُؤرّخة في 4 شعبان سنة 1345 هجري(6/2/1927ميلادية). (2).
وجاء في رسالة أخرى من سالم بن سيف اللمكي للشيخ سليمان بن ناصر بن سليمان اللمكي أنّه يبلّغه فيها تنحيه عن الوكالة والوصاية على أمواله بالرستاق، وتعيين علي بن رشيد العدواني (العدوي) بدلا عنه، وقد عبّر في رسالته عن رضاه وموافقته على هذا التنازل، لكثرة مشاغل الشيخ سالم، وصعوبة القيام بكلّ تلك الأعمال والأعباء، وكان ذلك بتاريخ 1 رجب سنة 1347 هجري(13/12/1928ميلادية).
وفي 24 رجب من السنة نفسها، وفي رسالة أخرى موجهة إلى الشيخ سليمان يؤكد فيها الشيخ سالم بن سيف كلامه هذا، وأنّه متفق مع علي بن رشيد، وأنّه لا خلاف بينهما حول مسألة الوكالة والوصاية.(3)
توفي الشيخ سالم بن سيف اللمكي في 17 محرم 1366 هجري(11/12/1946ميلادية) كما جاء في رسالة للشيخ محمد بن سليمان اللمكي من سيف بن سليمان بن محمد اللمكي المُؤرّخة في 13 صفر 1366 هجري(6/1/1947ميلادية).
ثم توفي الشيخ سيف بن سالم بن سيف اللمكي، والذي كان شيخ بني لَمْك، وكان شاعرًا وأديبًا وفقيها ومؤرخًا، وكانت وفاته في2/12/1991ميلادية بلندن في المملكة المتحدة(4). وخَلَفه ابنه الشيخ مهنا بن سيف بن سالم في تولِّي مسؤولية قبيلة بني لَمْك بالرستاق إلى الوقت الحاضر.
تأثّر أهل بيت الشيخ راشد بن سيف اللمكي بعلمه، فقد اشتهر أيضا أخوه سالم بن سيف اللمكي، واللذان ظهرا معا في أواخر القرن الثالث عشر والرابع عشر على مسرح التاريخ العماني.
وعُرِفت زوجته شيخة بنت مهنا المنورية بالفضل والصلاح والإنفاق في سبيل الله، وكانت امرأة زاهدة وطاهرة، وتوفيت عام 1332 هجري(1913م)(5) ، وابنتاه عزة وثريا تتلمذتا على يديه، وكانتا على درجة من العلم والدراية(6).
وقد كانت أخته زهرة بنت سيف امرأة مشهورة بالبسالة وثبات الجأش ، ويقول السيد هلال بن علي البوسعيدي والي الرستاق سابقا:” إنّها دخلت في القتال الذي دار في نخل عام 1322 هجري(1904م)، وهي تبحث عن أبنائها حاملة الزاد وتُطعم المحاربين في المعركة”، وتوفيت عام 1355 هجري(1936م).
وأمه غيثة بنت محمد بن عبد الله اللمكي، وكانت تُحبُّ الخَلْوة والعُزْلة عن الناس، وتُكثر من العبادة، وتتصدق على أبناء الفقراء والأطفال عند طلوع الشمس(7)، توفيت في العقد العشرين بعد ثلاثمائة وألف للهجرة.
وهناك وثيقة موقعة بتاريخ 4 ربيع الأول 1348 هجري(9/8/1929م) من بنت الشيخ راشد بن سيف اللمكي للمحكمة الشرعية بالرستاق تشكو زوجها عبد الله بن محمد بن سعيد اللمكي، الذي سافر إلى زنجبار ولم يترك لها نفقة، وقد اشتكته مرارا إلى الشيخ سالم بن سيف اللمكي ولكن لم يَجِدّ في الأمر شيء مختلف، فكان الحكم إما أن يرسل إليها نفقتها أو أن يطلقها (8).
وقد أرسلت المحكمة الشرعية بمسقط رسالة لزنجبار للشيخ سليمان بن ناصر بن سليمان اللمكي بتاريخ 17 ربيع الثاني 1348 هجري( 20/9/1929ميلادية) يخبره عن سفر عبد الله، و تركه لزوجته زمنا طويلا بدون نفقة في عُمان، فإما أن يرسل إليها نفقتها أو أن يطلقها على يديّ الشيخ سليمان بن ناصر اللمكي (9).
ولا يزال منزل الشيخ راشد قائمًا إلى الآن في قرية قصرى بالرستاق، ويزيد عمره على ثلاثمائة سنة، ويتكون من أربع عشرة غرفة، ومكتبة لطلبة العلم- لقد انهارت بسبب عوامل التعرية-، ومما يجدر ذكره أن حفيدة الشيخ راشد زكية بنت ناصر بن محمد بن سالم بن سيف اللمكية أعادت الحياة إلى بيت الشيخ بتحويله إلى متحف تراثي في سنة 2015 م، ومنذ تلك السنة إلى الآن وبيت الشيخ يستقبل السياح من داخل وخارج سلطنة عُمان بعد أن كان مهجورا تسكنه العناكب وتغشاه الأتربة. (10).

المصادر والمراجع :
1. (وثيقة أهلية موجودة لدى أولاد المرحوم الشيخ محمد بن سليمان بن ناصربن سليمان اللمكي)
2. (وثيقة أهلية موجودة لدى أولاد المرحوم الشيخ محمد بن سليمان بن ناصر بن سليمان اللمكي)
3. (وثيقة أهلية ، موجودة لدى أولاد المرحوم الشيخ محمد بن سليمان بن ناصر بن سليمان اللمكي)
4. (لقاء هاتفي مع ابنه الدكتور نبهان بن سيف بن سالم اللمكي) عام 1999م .
5. (الرستاق على صفحات التاريخ،مرجع سابق ص 86)
6. (صحيفة أثير الإلكترونية،نساء عمان،د.محمد بن حمد العريمي،الأربعاء ، 5 ديسمبر 2012م).
7. (الرستاق على صفحات التاريخ،مرجع سابق،ص 66)
8. (وثيقة أهلية موجودة لدى أولاد المرحوم الشيخ محمد بن سليمان بن ناصر بن سليمان اللمكي)
9. (وثيقة أهلية موجودة لدى أبناء المرحوم الشيخ محمد بن سليمان بن ناصر اللمكي)
10. (برنامج بيوت،الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون،سلطنة عمان،2019م).

ما تبقى من موضوع “النَزْر اليسير من تاريخ قبيلة بني لمَك” سيتم تناوله في الجزء القادم  بإذن الله تعالى –  فترقبوا نشر هذا الجزء قريباً إن شاء الله .

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights