فلنبتسمْ للعيدِ . . .
ريحاب أبو زيد
نعلمُ جميعا أنَ للعامِ التالي على التوالي نحتفلُ بعيدِ الأضحى في تلكَ الظروفِ الاستثنائيةِ بسببِ فيروسِ كرونا ، وهذا العامُ يكونُ الاحتفالُ بعيدِ الأضحى بحظرٍ تامٍ ، فنجدُ البعضَ حزينٌ والبعضُ متقبلٌ هذا الوضعِ .
لماذا لا نصنعُ مساحةً للفرحِ ولوْ خلسةٍ ، وننظرُ لهذا الحظرِ بأنهُ منحةٌ ؟ نعمَ منحةً ، فهوَ فرصةٌ يجبُ أنْ نستغلها في التقربِ منْ بعضنا البعضِ في محيطِ الأسرةِ لنكتشفَ أفكارَ منْ حولنا ،
وأيضاً نعقدُ هدنةً مؤقتةً منْ ضغوطاتِ الحياةِ ، والحزنُ في تلكَ الأيامِ المباركةِ، فلا أحدَ يعيشُ حياتهُ في نزهةٍ دائمةٍ
فلنحاول أنْ نتجاهلَ ذلكَ الحظرِ ونتركُ لمخيلتنا العنانَ ونخترعُ العديدَ منْ الفعالياتِ المنزليةِ البسيطةِ المرحةِ التي تجلبُ السعادةُ لجميعِ أفرادِ الأسرةِ صغارا وكبارا .
فلننظرْ معاً ونستشعر إيجابيةَ هذا الحظرِ الذي نظنُ أنهُ يحرمنا منْ بهجةِ وفرحةِ العيدِ . بلْ هوَ عكسُ ذلكَ ، ولا ننسى أننا منْ نصنعُ الفرحةُ والبهجةُ والسعادةُ والبسمةُ أيضا، فلا نعتمدُ على أننا سنجلسُ في بيوتنا فقطْ دونَ أنْ نحتفلَ بعيدِ الأضحى المباركِ ولا ننسى أنَ العيدَ فرحةً للصغارِ قبلِ الكبارِ، لذا يجبُ أنْ نعيشَ تلكَ الفرحةِ بطقوسِ مختلفةٍ، وندخلُ الفرحةَ في قلوبِ صغارنا، فلا ننسى الملابسُ الجديدةُ وعيديهِ الصغارَ ومعايدةِ جميعٍ منْ بالبيتِ صباحِ يومِ العيدِ، وأداءِ الصلاةِ جماعة في البيت بجميعِ أفرادِ الأسرةِ ومنْ الممكنِ أنْ يستغلَ ربُ الأسرةِ ذلكَ في الحديثِ معَ أسرتهِ عنْ بعضِ القيمِ الأخلاقيةِ التي يجبُ أنْ نتحلى بها فعلى سبيلِ المثالِ ( الصدقُ ، الأمانةُ ، احترامُ الكبيرِ ، برُ الوالدينِ . . . ) وأيضا منْ الممكنِ سردُ حياةِ الرسولِ – صلى اللهُ عليهِ وسلمَ – وحياةُ الصحابةِ وكيفيةِ احتفالهمْ بالعيدِ، على أنْ يختارَ كلُ يومِ موضوعٍ يتكلمُ فيهِ معَ أسرتهِ. وأيضًا يجبُ أنْ يحرصَ في هذهِ الأيامِ المباركةِ على أداءِ جميعِ الصلواتِ جماعةً .
ألا ترونَ أنَ الحظرَ منحةً ؟ فلنخرج منْ عيدِ الأضحى المباركِ بغرس العديدِ منْ القيمِ في نفوسِ أولادنا ونتركُ لهمْ مساحةٌ منْ المناقشةِ وإبداءِ الرأيِ ، وكذلكَ نحثُ جميعٌ منْ بالبيتِ على التعاونِ في تحضيرِ الأطعمةِ الخاصةِ بالعيدِ، ولا ننسى أيضًا معايدةَ الأهلِ والأصدقاءِ منْ خلالِ وسائلِ التواصلِ الاجتماعيِ .
لوْ فكرنا في منحةِ الحظرِ التي سنفوزُ بها لوجدنا أنَ لهُ نتائجُ إيجابيةٌ كبيرةٌ في تقويةِ الرابطِ الأسرى وهذهِ أعظمُ منحةٍ تفوزُ بها الأسرةُ فلا يسعنا في العيدِ سوى أنْ نفرحَ ونبتسمُ، نفرحُ كيْ لا نيأسُ منْ رحمةِ اللهِ، نفرحُ ؛ لأنَ الفرحَ شعور بالرضا وبكلِ ما كتبهُ اللهُ لنا ، وشكرَ للهِ على نعمهِ ، ونبتسمُ رغمُ كلِ ما يحيطُ بنا، نبتسمُ ؛ لأننا نظنُ بربُ العزةُ خيرا ونؤمنُ بالقدرِ خيرهُ وشرهُ . نبتسمُ ونحمدُ اللهَ أننا ما زلنا نتنفسُ ، نبتسمُ ؛ لأنَ منْ تبقى منْ أهلنا ما زالَ حولنا، فلنكنّ نحنُ منْ يرسمُ الابتسامةَ على وجوهِ منْ حولنا ولا نضيعُ لحظةٌ دونَ أنْ نشعرَ بفرحٍ وسعادةِ وبهجةِ العيدِ .