2024
Adsense
أخبار محليةمقالات صحفية

النَزْر اليسير من تاريخ قبيلة بني لمك(3) – (الجزء الثالث)

ليلى بنت سعيد بن حمدان اللمكية
(أم عبدالرحمن)
2020/2021 م

بعض مشائخ بني لَمْك:

1. الشيخ راشد بن سيف بن سعيد بن راشد بن عبدالله اللمكي(1):

وُلد في قريةِ قصرى بولاية الرُستاق سنة 1262هجري(2) ، خَتَم القرآن وهو ابن سبع سنوات، وقد أخذ مبادئ العلم من أستاذه الشيخ ماجد بن خميس بن راشد بن سعيد بن مسعود بن راشد العبري(3)، ومن الشيخين عبدالله بن محمد بن صالح الهاشمي(4)، وعبدالله بن راشد الهاشمي(5).
وقد عُيِّن إمامًا للمسجد في عُمر الثانية عشرة سنة بتزكية من أحد معلميه، وبموافقة من – المَأمُومين-جماعة المصلين بالمسجد(6). في الخامسة عشرة من عمره أصبح مدرسًا لفنون العلم في مسجد قصرى، وقد كان من كِبار علماء الرستاق وكان جُمْلة من اجتمع إليه من التلاميذ يُسْرج لهم في مسجد قصرى بسبعة مصابيح.
ومن أشهر تلامذته أخوه الشيخ سالم بن سيف، والعلاّمة نور الدين السالمي، وابن عمه الشاعر محمد بن شيخان السالمي الذي أخذ عنه علم اللغة العربية والفقه، وكذلك الشيخ العلامة الزاهد محمد بن شامس الرواحي، والشيخ محمد بن أحمد السلامي من ولاية نخل العمانية، وحميد بن مهنا اللمكي(7)، والسيد فيصل بن حمود بن عزان بن قيس.
وفي سن الثامنة عشر تقلّد منصب القضاء بولاية الرستاق العمانية، وتولّى الإفتاء والقضاء في الرستاق في عهد الإمام عزّان بن قيس، ثُمّ أخيه إبراهيم بن قيس، ثُمّ ولديه سعيد وأحمد. واشتُهر بالخطابة وحُسْن الخطّ والوَرَع، ولم يخرج من عُمان إلاّ للحجّ.
وكان يحثّ الأغنياء على المسارعة إلى الخيرات، وبهذا الحث والتشجيع وببركته تبرّع الكثير منهم، ومنهم من حَبَس أمواله على المتعلمين وأبواب الخير(8).
وكان الشيخ راشد من أشهر أهل الدعوة، وكان من أعظم النصحاء لدولة الإمام سالم بن راشد الخروصي(9)، وعندما سُئِلَ الإِمام سالم عن عدم حضوره للرستاق قال:” ما دام يوجد الشيخ راشد فهناك قوام العدل موجود، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مشهود”(10).
من مُؤلَفاته كتاب “المسالك في علم المناسك” يحتوي على مجموعة من المسائل الدينية والدعاوي المأثورة، والأحكام الشرعية ومنها في الحث على نشر الحقّ، ومنظومة في فضائل العلم، وغيرها في المواعظ والحكم.
كان الشيخ راشد يتَّصِف بالحِلْم والأَناة، ومما يدلُّ على ذلك عدم غضبه على أحد العامة عندما وجّه نقداً إليه بأنه تجاوز وتعدى الحدّ في نوع المسكن الذي يعيش فيه مقارنة بجيرانه وبأهل المنطقة، فهو كان يسكن في بيت كبير من الطين بدل العريش- مأوى من سَعْف النخيل-، وعاب عليه التفريط في لبس البِشوت – العباءات- وفي اقتناء العطور، بل إن الشيخ أجابه بكلّ هدوء مبررًا له تلك الأفعال، فسَكَنه في بيتٍ كبيرٍ محصنٍ بالأبواب والقفول، لأنّ لديه الكثير من الأمانات للناس، ولا يتأتى حفظها وصونها داخل العريش الذي غالبا ما يكون مفتوحاً ومعرضاً للسرقة، أما تعدد وتنوع البشوت وكثرة التعطّر فذلك مما يبهج النفس ويريحها، ويجعلها مُقْبِلَة على العلم والعبادة بسرور وراحة.(11)
أنشأ الشيخ راشد مكتبة في منزله بقرية قصرى، جمع فيها عددًا من الكتب القيّمة في مختلف فنون العلم، وقد أقام نُسَّاخًا لنسخِ الكُتب على رأسهم أخوه الشيخ سالم بن سيف، والشيخ مسعود المنذري، وسيف بن علي الفرقاني، ومسعود بن صباح الكندي، وعلي بن سليّم الخصيبي، وتلك الكتب المنسوخة جعلها الشيخ راشد وقفًا لطلبة العلم.
وقد تمّ نسخ الكتب على نفقة الشيخ ناصر بن سليمان بن راشد بن عمر اللمكي- وسنستعرض ذلك بشيء من التفصيل في الصفحات اللاحقة- الذي كان يُرسل إليهم القرطاس الشامي من زنجبار بشرق أفريقيا، وكما كان يرسل إليهم غلائف الكتب.(12)
تُوفي الشيخ راشد بن سيف بن سعيد بن راشد بن عبدالله اللمكي سنة 1333هـ/1914م(13)، وكان عمره إحدى وسبعون سنة، ودُفن في مقصورته سبأ بقرية قصرى في ولاية الرستاق العمانية – رحمه الله –.(14)

المصادر والمراجع :
1. (النسب: ديوان الشيخ راشد بن سيف بن سعيد اللمكي،دراسة وتحقيق :أحمد بن محمد بن عبدالله الرمحي،ط1،نادي الرستاق الرياضي الثقافي،اللجنة الثقافية، 1432هـ/2011م،ص18)
2. (نهضة الأعيان ، مرجع سابق،ص 275.)
3. (وُلِد في الحمراء بقرية كدم في محافظة الداخلية، تعلّم القرآن والكتابة من الشيخ ناصر بن سالم العدوي، ودرس النحو وبعض من التوحيد والدين على يد أبيه خميس بن راشد، انتقل إلى الرستاق أيام إمامة عزان بن قيس بعد وفاة أبيه 1271هـ/1855م،ثم ولاّه الإمام عزان بن قيس على بهلاء، وتوفي في الحمراء في 24 محرم 1346هـ/24 يونيو 1927م)
4. (والي الإمام عزان بن قيس على الرستاق، ديوان الشيخ راشد،مرجع سابق،ص 43)
5. (يرجع أصلة إلى قرية عيني بولاية الرستاق، تولى القضاء بولاية نخل في محافظة جنوب الباطنة في عهد الإمام الخليلي/ديوان الشيخ راشد ،مرجع سابق ص ص 21-22)
6. (الموسوعة العمانية، المجلد الرابع،ط1،وزارة التراث القومي والثقافة،سلطنة عمان،1434هـ/2013م،ص1498).
7. (من وادي بني هني في ولاية الرستاق، كان زاهدًا وله كرامات كثيرة، توفي في 17 ربيع الأول سنة 1333هـ/الرستاق على صفحات التاريخ،مرجع سابق،ص 75)
8. (نهضة الأعيان،مرجع سابق، ص275 ).
9. (نهضة الأعيان ،مرجع سابق،ص 275)
10. ( شبكة الإنترنت ،منصة أهل الحق والاستقامة،مقال منشور في 27ديسمبر2013م)
11. (قناة مداد القلم ، عرض مرئي ،محاضرة للدكتور حمد بن سالم بن حمد الذهلي)
12. (ديوان الشيخ راشد،مرجع سابق،ص27)
13. (الموسوعة العمانية،مرجع سابق،المجلد الرابع،ص1499)
14. (يقول أبو بشير محمد شيبة في كتابه نهضة الأعيان:”وفي سنة 1333هـ توفي بالرستاق الشيخ العالم مدار الفتيا بالديار الرستاقية، ورئيس قضاتها راشد بن سيف بن سعيد اللمكي”/ نهضة الأعيان، مرجع سابق ص 274).

ماتبقى من موضوع “النَزْر اليسير من تاريخ قبيلة بني لمَك” سيتم تناوله في الجزء القادم  بإذن الله تعالى –  فترقبوا نشر هذا الجزء قريباً إن شاء الله .

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights