رأس الحرق الذي لم يحترق
عبدالرحمن بن صالح بن سعيد العبري
لم يكن ذلك الطود الأشم مجرد تل في قمة جبل أو معبر لمسار جبلي يربط الجبل الشرقي بولاية الحمراء بالجبل الأوسط ومن ثم إلى جبل شمس ،،
و لم يكن صعوده عقبة كؤود و لكن منه كانت تفوح رائحة العلعلان و تهب على جوانبه لطائف الرحمن و النسمات المنعشه صيفا و لسعات البرد في شتاء السنة …
كثيرا ما كنا نتوقف في قمته للتفكر في عظمة الخالق حين يترائ لك ودي السحتن (مندوس عمان ) و القرى المتناثرة و كأنها عقد في جيد حسناء ، وإن يممت نظرك باتجاه الجنوب فهناك لوحة أخرى ستتشكل مكوناتها من قرى ولاية الحمراء و الأطراف الشمالية لولاية بهلاء .
هناك في تلك البقعة تتنفس ملئ رئتيك وتتدفق الدماء في عروقك طهر وصفاء و نقاء ..
حتى قطرات العرق و إن تصببت فهي مسك ينسكب على تبر تلك الربوه ..
رأس الحرق لم يحترق بل احترقت و اشتعلت عزائم الرجال و إلتهبت ههم الأبطال وهبت جحافل الأوفياء و كأنهم يجددون الوفاء والإنتماء لهذا المكان معربين عن حبهم و تضحيتهم لمكان احبوه فأحبهم ، استظلو بوارف ظلاله و استمتعوا بصفاء سمائه و ارتشفو من عذب مائه .
ختاما ندعو الله تعالى أن يحفظ هذا الوطن و يجعله سخاء راخاء آمنا مطمئنا و أن يحفظ كل من يعيش على أرضه .