لقاء الأشقاء، لقاء التاريخ والمحبة
د. ناصر بن حمود الحسني
Oman99277@hotmail.com
في لقاء تاريخي، وأول زيارة رسمية بعد توليه مقاليد الحكم في البلاد، غادر يوم الأحد الموافق 11 يوليو 2021 حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – إلى المملكة العربية السعودية؛ تلبيةً لدعوة خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وتأتي هذه الزيارة التاريخية التي تجمع البلدين الشقيقين في وقت مهم جداً وخاصة بالتزامن مع افتتاح أول طريق بري يربط القطرين الشقيقين، وكذلك وجود رغبة كبيرة للتعاون السياسي والاقتصادي وإعادة تشكيل المنطقة بما يخدم الشعبين الشقيقين السعودي والعُماني، وفتح ملفات تهم المصالح المشتركة لمجلس التعاون الخليجي وملف اليمن الشقيق.
إن التقارب التاريخي بين المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان كبيرٌ وعظيمٌ ومتجذرٌ في كل المكونات الحضارية التي تجمع البلدين الشقيقين، وساهم بشكل كبير في خدمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بل وكل بلدان منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع، وإن استدعاءه في الوقت الراهن من خلال هذه الزيارة التاريخية يساهم بلا شك في إعادة تشكيل القوى السياسية والاقتصادية بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين الشقيقين حكومةً وشعباً.
إن زيارة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد للمملكة العربية السعودية لها أبعادها في مستقبل البلدين الشقيقين، وستؤتي ثمارها يانعةً – بإذن الله تعالى، ونحن سعداء جداً بافتتاح أول طريق بري يختصر لنا المسافة وصولاً للأشقاء في المملكة العربية السعودية، وسعداء أكثر بما يحدثه من تعاون اقتصادي مشترك بين البلدين الشقيقين، وعسى أن يثمر ما يتم زراعته اليوم بافتتاح سكة حديدية أيضاً، وكذلك مد خطوط أنابيب النفط إلى ميناء الدقم؛ مما سيساهم في خلق وظائف جديدة تقلص من حجم مشكلة الباحثين عن عمل في البلدين الشقيقين، ويظل المستقبل واعداً وحافلاً بكل ما هو جديد ومفيد للشعبين الشقيقين السعودي والعُماني بما يحملانه من قيم ومبادئ وأخلاق، وكذلك العوامل المشتركة من لغة وإرث وعادات وتقاليد وحضارة ضاربة في جذور التاريخ.