2024
Adsense
مقالات صحفية

النَّسَلان

يعقوب بن سليمان اللويهي
يعقوب بن سليمان اللويهي

د. يعقوب اللويهي

وفي المعاني الجامع: “مِشيةُ الذئب إذا أسرع” حيث الخطى سريعة متقاربة!
هذا ما أوصى به رسولنا الكريم حين اشتدَّ على أصحابه المشي وأعياهم السفر. وربما اشتكى البعض التعب والأعياء حين يكون في جولة تسوق حيث المشي بطيء والوقوف متكرر ولا ريب فذلك أشبه بالخمول. إن الحركة النشطة من شأنها أن تبعث الحيوية في الجسم وترفع من معنوياته ومزاجه؛ فهي ترفع نبضات القلب وتفرز مادة الإندورفين في الدماغ المسؤول عن رفع حالة المزاج وتخفيف الألم، وقد نُسب إلى ابن سيناء قوله: “مسكنات الأوجاع المشي الطويل والانشغال بما يفرحك”. وقد أجمعت التوصيات الطبية على أهمية النشاط البدني لصحة الإنسان بدنيًا ونفسيًا وكل ما كانت مستوى وشدة هذا النشاط أعلى كانت الفائدة أكثر. إن حصةً واحدة من هذا النشاط في يومٍ ما يُساهم في تحسين عمل الأنسولين، ويخفض ضغط الدم، ويُحسِّن النوم، ويخفف من القلق، ويُوسع الإدراك، وتزيد هذه الفوائد مع الانتظام في ممارسة النشاط البدني. وكانت التوصية الطبية العامة هي أن ” تحرّك أكثر واجلس أقل”
ثم فصّلت ذلك بأن الحد الأدنى للنشاط البدني للشخص البالغ هو 150 دقيقة من النشاط البدني الهوائي متوسط الشدة، أو 75 دقيقة من النشاط البدني الهوائي عالي الشدة، بالإضافة إلى يومين من رياضة تقوية العضلات، وكلما زادت الحصة الرياضية زادت الفائدة. ويعتبر المشي السريع والجري، وقيادة الدراجة الهوائية، وكذلك السباحة هي من الرياضات الهوائية القلبية التي تصنف تحت رياضات التحمل. وكتعريف للرياضة الهوائية متوسطة الشدة في حالة المشي هي أن تكون بسرعة 4 إلى 6.5 كم / الساعة، وتصبح عالية الشدة إذا كانت أكثر من ذلك.
الجدير بالذكر أن نسبة الخمول البدني بين العمانيين تقارب من 40٪ وهذا مؤشر يجعلنا نعيد النظر في رفع الوعي تجاه تغيير نمط الحياة) فالنشاط البدني أحد أهم وسائل الوقاية من الأمراض المزمنة التي باتت تشكل عبئًا صحيًا وماليًا ومجتمعيًا.
ينبغي جعل النشاط البدني جزءًا أساسيًا في حياة الأفراد، ولا يمكن جعله هواية فقط تُمارس في وقت الفراغ. وكما قال أحدهم : ” لو كانت الرياضة دواءً يُصرف لحققت أكبر نسبة مبيعات في العالم!”

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights