2024
Adsense
مقالات صحفية

تقرير الأداء الوظيفي واستبداد الشركات

أحمد الحراصي

أبدأ بسم الله ونتوكل عليه في كل أمورنا الصغيرة والكبيرة، وكما هو معروف أن لكل إنسانٍ يعمل تقييماً سنويا سواءً كان موظفاً أم طالباً، يُستمد من اجتهاداته وجهده ودرجاته التي تحصَّل عليها طوال مسيرته العملية في تلك السنة التي وُجِد فيها هذا التقييم وعلى هذا الأساس تضع المعايير المناسبة في أن لكل مجتهد نصيب فلا يُظلم فيها مثقال ذرة، وهذا التقييم هو بمثابة الجرعة التي يستمد منها الموظف نشاطه وأوج توقده في الطموح لما هو أعلى، ولكن ماذا لو كان هذا التقييم محبطاً أو فيه شيء من الإجحاف والاستبداد بحقك أنت كموظف أو طالب؟ .

ما علينا فهمه أن لكل موظف تقييماً خاصاً، فمن غير المعقول أن يتساوى موظفاً غير منتجٍ مع موظفٍ آخراً منتجاً، فمثلما كنا نتسابق لأخذ مراكزنا التي نستحقها عندما كنا في صفوف المدرسة والجامعة فهنا أيضاً الأمر سيان، فنحن هناك نحتل مراكزاً وفق درجاتنا التي تحصَّلنا عليها في مشاركاتنا واختباراتنا التي حققناها، فقد أجاد فيها بعضنا وفشل فيها أحدنا الآخر، وعلى هذا الجد والاجتهاد يأتي التقييم السنوي لرفع المعنويات وبث روح المنافسة فيأخذ كلٌ منا نصيبه الذي يستحقه فلا يجوز أن أعطي الفاشل رقما لا يستحقه لأساويه بمن هو أنجح منه!. إذاً هذه الحياة بطبيعتها، أن تُعطي من يستحق، وأن تكسب حقك المشروع من نجاحاتك التي حققتها، وهذه الحياة سترافقنا إلى الممات ونحن بيننا تفاضل، فميزان تفاضلنا في الآخرة هو تقوانا، وميزان تفاضل دنيانا هو ما نكسبه من أمور دنيوية استحققناها نظير الإجادة التي اكتسبناها بجدنا وجهدنا في العمل.

فعندما أكون موظفاً إذاً، يعني مطلوبٌ مني أن أكون ناجحاً في مهام وظيفتي المعطاة، وأن أعي المسؤوليات التي بعاتقي فإن أديت وظيفتي على أكمل وجه وعلى النحو الذي يُراد به أن يكون، فهذا يعني أنني أستحق المكافأة المحترمة، أن تعطيني حقي الذي أستحقه فلا تظلمني لكي نكون على وِفاق وعلى علاقة ودية وما يجب أن تكون بين عامل موظف ورب عمله، ولكن ومع الأسف ما أراه هو عكس ما نفهمه أنا وأنتم وإلا فمن غير المعقول أن أعطيك زيادة بنسبة ضئيلة جدا تصل إلى 1٪ لأجل سنة أنت كنت فيها جاداً في عملك ومديرك الذي يديرك يعترف بنزاهتك في عملك، إذاً فأين الخطأ بأن يُعطيك حقك؟ خاصة إن كان من ضمن أهداف هذا التقييم هو ضمان استمرارية عطاؤك وأداؤك، فإذاً الأمر بات إشكالا لا يمكن حله إلا باللجوء إلى من ينصفك في الدنيا؛ لأن سكوتك يعني رضاك بالأمر الواقع، فعندما تنظر لنفسك وما قدمته طوال السنة الفائتة يستحق تلك النسبة فهو كذلك إذاً وإن كان عكس ما تؤمن به بأنك لا تستحق أن تُعطى هذه النسبة وإنما تستحق أفضل من ما هو متوقعٌ، فتظلمك هو سبيل نجاتك ربما، وربما طريقك للخروج من الاستبداد الدائم الذي ترتكبه الشركة في حقك، فالساكت عن الحق هو شيطان أخرس كما قيل ولذلك وجب عليك أن تقول بالحرف الواحد “يكفي”، فربما هي الكلمة التي ستعينك على عودة مكانتك التي تستحقها.

تلك النسبة الضئيلة التي تعطيها شركات القطاع الخاص للمواطن العامل لا تُرقى لتسميتها زيادة قد لا تتعدى ال5 ريالات!، وأن هذه النسبة أحياناً قد تُحرم منها، وفي شركات عدة تم تقليص هذه النسب بعدما كانت مضاعفة تم قسمتها على 2 وهو أمرٌ خطيرٌ وحقٌ مهضوم، ناهيك عن الأزمة الحالية التي تمر بها البلاد وجميعنا يعرفها من ارتفاع أسعار النفط، ورفع الدعم عن الكهرباء والمياه، وغيرها التي لا يسعفني أن أذكرها ولكنني على شك بأن الجميع على دراية بها، وكمواطن على علمٍ وفهمٍ بوظيفتك التي تمسك زمامها، أعتقد أنك تستحق الأفضل والدرجة الكاملة بحذافيرها فلماذا تُعطى الدرجة الأخيرة إذاً؟
بعض الشركات تعمل على التمييز بين الموظفين وهذا التمييز ينم عن عنصرية بغيضة واضحة وصريحة، فما بين الموظف الوافد والمواطن هناك تمييزات عنصرية فتُعطي الوافد زيادة في الأجر الأساسي أعلى من المواطن، فيُعطى الوافد الدرجة الأولى بينما المواطن الدرجة الدُنيا وكما يقول المثل “جلبة سقيناها وجلبة سقاها السيل” فأين العدل هنا إذاً وأين الرقابة التي تفرضها الدولة على هكذا مؤسسات؟.

ما أريده أنا وأنتم هو أن نضمن حقنا على هذه النسبة المئوية ولو أنها صغيرة جدا لكن لا يمكن الاستهانة بها؛ فالرقم 3 يتجاوز الرقم 1 بدرجتين وهذه الدرجتين تُحدث فرقاً شاسعا عندما نقول نسبة، فالبنوك الربوية تأخذ من هذه الأرقام نسبة لتضيفها زيادة فوق القرض المأخوذ فتُصبح الفائدة كبيرة بفعل هذه النسبة الضئيلة التي تراها، لذلك حقك هو أن تأخذ ما تستحقه وأن تأخذ النسبة التي تراها توافق ما قمت به خلال المدة المشروطة لهذا التقييم، لا بأس أن تُظهر نفسك بأنك صاحب حق مظلوم؛ فسكوتك اليوم يعني ركودك في الغد وهذا الركود سيتسبب لك بضرب الوتر الحساس إن بقي إحساسا لديك، لذلك قيل اضرب الحديد وهو حاميا، قبل أن يصبح بارداً فلن تستطيع له طلباً بعدها، وعليك أن تعرف أن وقوفك هو من يُحدد رُقِيك نحو السماء، وجلوسك هو من يُنكسك أدنى الأرض فحدد مصيرك إلى أي اتجاه تريده؟.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights