المقاومة العمانية للوجود البرتغالي في الخليج العربي والمحيط الهندي (( ١٥٠٧م – ١٦٩٨م ))
أحمد بن علي المقبالي
الجزء العشرون:-
استعرضنا في هذا المقال المعلومات المتوفرة عن حملة الإمام ناصر بن مرشد اليعربي على مسقط عام ١٦٤٠م والحملة الثانية عام ١٦٤٥م والحملة الكبرى عام ١٦٤٨م.
الجزء الواحد والعشرون:-
مقالنا اليوم إن شاء الله تعالى سوف يكون عن مبايعة سلطان بن سيف اليعربي بالإمامة وطرد البرتغاليين من عمان نهائياً عام ١٦٥٠م.
– عام ١٦٤٩م تم اختيار ومبايعة سلطان بن سيف اليعربي بالإمامة خلفاً للإمام المؤسس ناصر بن مرشد اليعربي وهو ابن عم الإمام الراحل.
– التعليمات التي أتت من لشبونة ومن ملك البرتغال بضرورة التمسك بمسقط وزيادة تحصيناتها يعد خرقاً مباشراً للاتفاقية وهذا ردّ واضح وصريح على كل من يدّعي بأن الإمام سلطان هو من قام بخرق الاتفاقية.
– يقول ألكسندر هاملتون الذي زار مسقط بعد عشرين عاماً من سقوطها بيد العمانيين((أن الإمام كان يستعد لقتال الفرس فبعث برسالة مهذبة لحاكم مسقط البرتغالي يطلب منه حرية شراء المؤن من الأسواق ولكن الحاكم البرتغالي أرسل قطعة من لحم خنزير ورسالة بذيئة للإمام يقول فيها:
((أنه مستعد لإعطاء الإمام تمويناً مثل القطعة المرسلة إلية وعليه فقد اعتبر الإمام هذه الفعلة إهانة له وقد حدثت موجة استياء كبيرة عند العمانيين)).
– أصبحت مسقط الميناء الوحيد المتبقي للبرتغاليين على السواحل العمانية ومن شدة تمسك البرتغاليين بها كانت الإمدادات والتعزيزات تصل إليها بشكل مستمر كما أن التحصينات فيها تزداد كل يوم وتصبح أكثر شدة وقوة ومنَعة.
– تُعتبر مطرح مفتاح مسقط ولذلك كان الحصن البرتغالي فيها مزوداً بوسائل دفاعية قوية أما مسقط فقد كانت الاستحكامات العسكرية فيها قوية جداً حيث كانت المدينة محاطة بسورين من الخلف بهما عدة حصون مزودة بالأسلحة كما أن السيطرة على القلعتين الحصينتين مهمة شبه مستحيلة وصعبة ومعقدة فقد كانت تحميهما حامية برتغالية مزودة بأسلحة متطورة ودون السيطرة على القلعتين لا يمكن أبداً السيطرة على الميناء وكان بين قلعة الجلالي وقلعة الميراني أي في منتصف المسافة بينهما يوجد مبنىً يسميه البرتغاليون ((جريرا)) حيث كان هذا المبنى يمثل مركز قوة وذخيرة للبرتغاليين كما تم تزويد الحامية البرتغالية بسفينتين حربيتين في عرض البحر لكي تحمي التحصينات البرتغالية من البحر وبالمختصر فإن تحرير مسقط من القبضة الحديدية للبرتغاليين يحتاج إلى ذكاء ودهاء لا يملكه إلا عباقرة الرجال فقد أصبحت المدينة مدججة بالسلاح والرجال والتحصينات والسفن.
– قام الإمام سلطان بن سيف بإعلان الجهاد ضد البرتغاليين فتوافدت رجال عمان من كل حدب وصوب ومن جميع حدودها الجغرافية واجتمع جيش جرار من أبناء عمان قاطبة يريدون تحرير وطنهم من دنس الاحتلال والتخلص منه نهائياً.
– قام الإمام سلطان بن سيف بتوجيه إنذار للبرتغاليين بضرورة إخلاء مواقعهم من مسقط خاصة وعمان عامة وأن الدولة العمانية هي من يقرر متى تنتهي مهلة الإجلاء.
– قرر القادة البرتغاليون تهدئة الوضع مع العمانيين لحين وصول الإمدادات من الهند أو لشبونة كما قرروا الاستعداد في مسقط ومطرح وقرروا كذلك بناء بعض الحصون الفرعية في الجبال المحيطة بمسقط ومطرح وتم تهيئة السفن لأي طارئ.
– تحرك الجيش العماني إلى مسقط تحت قيادة الإمام شخصياً وتجمعت جميع القوات في منطقة طوي الرولة بالقرب من مطرح ومن هذا المعسكر قام الإمام سلطان بتقسيم الجيش ومهامه كما يلي:-
١- الشيخ مسعود بن رمضان قائداً عاماً للقوات العمانية ومهمته الدخول من جهة عقبة ريام.
٢- القائد خميس بن رويشد الضنكي ومهمته الدخول من جهة سداب.
٣- القائد أحمد بن زاهر الخروصي ومهمته الدخول من الجهة الجنوبية من ميابين.
٤- القبطان مسلم العريمي قائداً عاماً للأسطول العماني المكوّن من خمس سفن ومهمته مراقبة السواحل العمانية بالقرب من الخوير وحمايتها من أية عملية إنزال للعدو وكان مع القائد العريمي بعض القادة الكبار أمثال ابن مغيوث والغيلاني وغيرهم.
مقالنا القادم إن شاء الله تعالى سوف يكون عن العمليات الحربية للقوات العمانية وتحرير مسقط.
المصادر:-
– المقاومة العمانية للوجود البرتغالي
في الخليج العربي والمحيط الهندي
((١٥٠٧م – ١٦٩٨م))
المؤلف:-
أحمد بن حميد التوبي
– اليعاربة أمجاد وبطولات
المؤلف:-
د. أيمن محمد عيد
– دولة اليعاربة
المؤلف:-
د. عائشة السيار