الصحافة لسان المجتمع (3)
حمدان بن سعيد العلوي
مدرب في الإعلام والعلاقات العامة
على لسانهم قالوا والعهدة على الراوي والمقتطفات يرويها بعض الإخوة من أفراد المجتمع، هذه بعض القصص من معاناتهم يجب أن نقف عندها وأن نطرحها بكل شفافية، فالبعض يتحدث أن الصحافة في بلادنا لا تهتم لقضاياهم إلا أننا نعتقد غير ذلك فكم من الكُتّاب تحدثوا بشفافية وحرية مطلقة وفق القانون، دون إثارة للرأي العام بالتضليل وتشويه الحقائق، عندما قلنا بأن الصحافة هي لسان المجتمع ومرآته لإيصال صوته وحق من حقوقه، ولكن علينا اتباع الطريقة المثلى في هذا الشأن، وإليكم بعض ما جاء من سردهم لواقع يستحق أن يروى وأن يتم متابعته من قبل المسؤول.
أحد الإخوة يروي قصته ومعاناته بمرض كورونا الذي أصابه، حيث قال: أصِبت بهذا المرض وعانيت كثيراً، ما دعاني للذهاب إلى المشفى طالباً الرعاية الصحية وهذا من أبسط حقوقي، حيث قيل لي أنه يجب عليّ أن أقوم بإجراء الفحوصات وتحمّل تكلفتها بأحد المراكز الصحية، فإن جاءت النتيجة إيجابية أقوم بحجر نفسي في المنزل وتم صرف الدواء لكي يكون مساعداً للوصول إلى الشفاء، الاحتمال الثاني أنني قد أكون مصاباً بالإنفلونزا الموسمية والأعراض تشير إلى ذلك، لكنني بعد إجراء الفحص الطبي الخاص بمرض كورونا جاءت النتيجة إيجابية وقمت بحجر نفسي، تأثرتُ كثيراً من الأعراض المصاحبة، قمت بالاتصال بالمستشفى ولكن دون فائدة، حيث قيل لي بأن عليّ الاستمرار على الوصفة الطبية ذاتها وحالتي الصحية تسوء أكثر وأكثر دون أي استجابة للعلاج، حيث وصلت درجة حرارتي إلى (39.6) قررتُ الذهاب إلى المستشفى وبعد إلحاح شديد أُعطيت جرعةً في الوريد انخفظت بعدها درجة الحرارة (39.1).
حدثتني الممرضة أنه بإمكاني مغادرة المستشفى بعد هذا التحسن الذي تراه، غادرت المستشفى إلى البيت ولازلت أعاني من قوة الأعراض وضيق في التنفس، لولا عناية الله وزوجتي التي كانت هي المعين الأول وهي التي قامت بدور التمريض بالكمادات والأدوية التي قامت بشرائها من الصيدلية، المغايرة عن الأدوية التي صُرفت لي ولم تتحسن حالتي لولا تغييرها بعلاج آخر، ويضيف على ذلك بقوله قمتُ بتحمل تكاليف الفحص وشراء الأدوية والعناية الخاصة من زوجتي ولولا ذلك لكنت ضمن أعداد ضحايا كورونا اليومية، والسؤال لو لم أكن قادراً على القيام بإجراء الفحص وتحملي كافة تبعات العلاج كيف سيكون الحال؟ وكم من شخص عانى وأُرهق وقد يكون ضمن عداد الموتى بسبب أنه غير مقتدر مادياً.
نتساءل لماذا أعداد الوفيات لدينا مرتفعة؟ أليس من حقي الحصول على الرعاية الطبية؟ فقد أرهقني المرض ولم أجد أي متابعة ولا حتى اتصال هاتفي للإطمئنان على حالتي الصحية.
من المسؤول؟ وما هو البروتوكول الطبي لمثل هذه الحالات؟ هل يكفي أن يقوم المصاب بحجر نفسه حتى ينتهي به المطاف إلى فقدان حياته؟
من هنا يوجه المتحدث رسالة إلى الجهات المعنية مطالباً بتغيير البروتوكول، نعلم بالوضع الحالي ونحن على دراية بما تعانيه المؤسسات الصحية في الوقت الراهن ولكن ما ذنب المريض وما حيلته؟ وقد يكون ذلك سبباً في ارتفاع معدل الوفيات.
نعم الطواقم الطبية مشكورة على عملها ودورها الكبير الذي تقوم به ولكن هذه الكوادر تحتاج إلى تعزيز ودعم من قبل وزارة الصحة، كما تحتاج إلى توسعة وزيادة في عدد الأسرة وقد يكون ذلك سبباً لعدم استيعابها لكافة المراجعين وبذلك يكون مؤثراً على حالتهم الصحية، نرجو ونطمح أن يتم تكثيف العمل وتوسعت المنشآت الصحية من أجل استيعاب كافة الحالات المرضية.
في المقابل نناشد الجميع الالتزام بقرارات اللجنة للخروج من هذه الأزمة بأقل الخسائر، كما نرجو من الجميع أخذ اللقاح وعدم التردد فذلك يساهم في التقليل من عدد الإصابات وإستياء الحالة الصحية، ونناشد الجميع بعدم اصطحاب أطفالهم إلى الأسواق والمحلات التجارية، وعدم حضور التجمعات التي بسببها تنتشر العدوى، فما زال البعض غير مبالٍ وكأن الأمر لا يعنيه.
موقف آخر يرويه أحد الإخوة حيث يقول: ابنتي بالصف الثاني عشر ذهبت لتأدية اختبار نهاية العام إلا أنني تفاجأتُ باتصال من إدارة المدرسة بأن ابنتي لم تحضر معها بطاقتها الشخصية وبذلك لن تدخل الاختبار ولولا وجود إحدى المعلمات وهي على معرفة جيدة بنا التي قامت بالسماح لها بدخول قاعة الامتحانات، جئت مسرعاً متفاجئاً من هذا التصرف المربك لابنتي والخوف الذي سيشغل بالها، نعم نسيت البطاقة والسبب هو أن حافلة المدرسة التي تنتظرها لم تأتِ لأخذها، لولا وجودي بالمنزل خلال فترة إجازتي من العمل الذي يبعد قرابة الساعتين عن المنزل لما تمكنت من حضور الامتحان، أستغرب من هذا التصرف لماذا لا توجد لديهم بيانات الطالب مع صورة ملونة من البطاقة الشخصية بجهاز الحاسب الآلي بكل مراكز الامتحانات، فلو مرّ هذا الموقف على أسرة وليّ أمرها يبعد عن المنزل ما هي النتيجة المتوقعة؟
سيارات الأجرة من الصعب وجودها في المنطقة التي أسكن فيها لبُعدها عن الشارع العام، والمنزل يبعد عن الطريق المعبّد الداخلي قرابة (500 متر)، ولك أن تتخيل الظروف المصاحبة لكل أسرة والسبب عدم اصطحاب البطاقة الشخصية.
بعض الأمور تحتاج إلى مراعاة، القلق الذي عانته هذه الطالبة يكفي وهي في الصف الثاني عشر، بعض القضايا يجب أن تعطى أهمية قصوى وإن كان البعض يراها غير مهمة لأنْ تُطرح وتناقَش إلا أنها مؤثرة في نفس الطرف المتضرر.