(قبْل الــرّحِيل..)
فؤاد آلبوسعيدي
siaq2007@gmail.com
أراها إشاراتُ
العشقُ تسألني
أحان وقت
الرّحيل..
تهفو
وليلي
العتيم
يُصاحب
نجمي الحزين
فقد بات
رؤيـةَ نجمكِ
جداً عسير..
في مسائي
تناجيني أنا
الإشاراتِ
فتملأ
قلبي همّ
التّفكيرِ
وجنون
التّحليل..
وأراه السّهادَ
في ليلي العَتيم
كمجنونٍ
علـيل..
وحتى
شوقي إليك
يُمسينى
بأجنحته
فبت في سجنه
الأسيرِ..
وأراها
إشارات
الرحيل
وكلّ الذكرياتِ
وطيفكِ
الساكن
مسائي
يغادرني
ويترك بيَ
التّنكيل..
أراه القطار
ينادي
قد حان
وقت الرحيل
وكنت أنا
خليلاً لكِ
وأنتِ الخليل
وكنتُ أظنّ في
قلبكِ أنّي
الجدير..
كحلقاتٍ
من الرومانسية
التركية
والتراجيدية
العربية
والأغاني
الهندية
تشاهد
فيها القتيل..
أراها
وحزنَ الرّحيل
بتّ أراه
وحشةً
وتمثيل..
وكمشاهد
في روايةٍ
حزيـنةٍ
تمضي ذكرى
العشق
وحيدةً
والليل
يمسـي
بلا شرفٍ
لأنّ
الخليل
أضحى
بلا ضمير..
أراها
الإشارات
وطيفك
في الأمسِ
كان نوراً
في فؤادي
وهو العدل
العديلِ..
أراها
تُبعِدَكِ
وما كنت
أرى فيك
سوى
وجه القمرِ
وبدريَ
المنير..
تأتيني الإشارات
وفي صبحي
أراها الأشواق
تغزو خيالي
فبات يومي
همّاً وطريقاً
طويل..
وكان ضُحاي
صديقاً يرافقني
ولكن كان
قلبي
خِلّاً ضرير..
فإحضنيني
بعنفٍ
يا سيدتي
قبل الرّحيل..
احضنيني
وإتركيني بعدها
أذوق وأشواقي
خُٓذلاناً
فأنا الهجير..
احضنيني
يا سُكْنى الأشواق
بشدّة وقسوة
وبنَـفَسٍ طويل..
واتركيني بعدها
أُراقص خيالك
ليـبـقيـني حيّا
ففي القادم
هو المصير..
احضنيني
يا بلسماً
كنتِ وكان
الشوق
لي الخليل..
إحضُنيني
لأنسى كلّ
الأسماء في
قلبي فما عدت
أهوى
صدى التذكير..
إحضنيني
وضُميني
ففي السماء
نجوماً لها
أسماءاً
كالقمر
بدراً وهلالاً
وما كنت
أنا سوى
عاشقاً
وطفلاً صغير..
وقبل المسير
إرفعي رايات
الغربة
والرحيل..
وإتركي لي
وجها يشبه
غروباً في
السماء ما زال
مـثير..
أراها الإشارات
فإتركيني
أحضنك
كيتيم
يودع أمه
فالكفن
سيبقى
وجهاً يراه
كأنه صديقاً
وزميل..
اتركيني
أضمّك
بشدّة
فألم الوداع
والفراق
في قلبي
قد أضحى
سجناً
حصير..
وقبل الرحيل
دعيني أشم
عطرك يا فصل
ربيعٍ
وبستان الوردَ
الجميل..
دعيني
أسألك موعدا
وحيدا أناجيك
فيه يا من كنتُ
بعهدك أصيل..
فإنّي أتوق إليك
فمتى لقاء
الوداع
يا خلّي
السّمير..
وقبل الرحيل
لا تتركي معي
في قلبي
شوقاً مرير..
فقط
ضميني
ولُفيني بذراعيك
كقطعةٍ من
حريرٍ طويل..
فأنتِ
دوماً كنتِ
بلاداً يسكنه
قلبي
وشطئهُ
الكبير..