2024
Adsense
مقالات صحفية

لغتنا والتحريف

علياء العامرية

تابعتُ مسلسلًا كرتونيًا في إحدى القنواتِ التلفزيونية للأطفالِ، وركزتُ كثيرًا على لغتهم العربيةِ الفُصحى .
فاذا بي أجدُ أن اللغة العربية في خطر .
سمعتُ كلماتٍ غريبةً وعجيبة ليس لها أي علاقة باللغة العربية، وعلاوةً على ذلكَ أن لغتهم العربية ركيكة جدًا ، ويُضيفونَ إليها عِبارات من لهجتهم العاميةَ بِحكم أن اللهجة العامية أسهل في النطق .
من وجهة نظري المتواضعة أن هذا ليس عُذر ، فلُغتنا العربيةَ سهلة ولا تحتاجُ إلى التحريف .
يؤلمني أن أجد لُغاتٍ ولهجاتٍ دخيلة على لُغتنا تتحكمُ فينا وفي بِلادنا العربية ، وتؤثر بشكلٍ كبير على صغارنا وكبارنا .
أصبحَ العربُ لا يتحدثون بِلُغة القرآن متعللين بأنها لُغة قديمة ، وأنهم يواكِبونَ العصرَ الحديث ، عصرَ التطورِ والتكنولوجيا ، وعصرَ التباهي باللغاتِ الجديدة .
لحظةً من فضلكَ عزيزي القارئ .
أنا هنا لا أُثبط عزيمةَ من يتعلم لغات جديدة ، فتعلم لغة جديدة يساعدُ على تقوية الذاكرة ، والدراسات أثبتت أن الأشخاص الذين يتقنون أكثر من لغة لهم قدرة أكثر على التركيز والتحليل ويتميزون بذاكرة قوية” (انفوجرافيك)
أنا هُنا أتحدث عن العبارات ، أو الكلماتِ التي تكون دخيلة على لغتنا.
على سبيل المثال: [ok أنا قادم] , بدلا مِن [حسنا أنا قادم] .
(جاء الباص بدلاً من: جاءت الحافلة)
عبارات كثيرة لا تعد ولا تُحصى ، وما زالت العبارات والكلمات تُحارب لغة الضاد لتستوطن قلبها ، ولتعيش في أرضها ، وتستولي عليها ، أما لغة القرآن فقد بدأت تنقرض شيئاً فشيء.
بالرغم من كل هذا يقولون: هذه العبارات تُطور اللغة العربية ، وتجعلها أجمل .
عن أي تطور تتحدثون؟
اللغة العربية لم تعد مثلما كانت ، بتُ أشعر بأنها بدأت تفقدُ رونقها وجمالها بسببِ عباراتٍ ما أنزل الله بها من سلطان .
إلى كُل عربي يكفيك فخراً أن اللغة العربية هي لغة القرآن ، فلنحافظ على رونق لغتنا ولا نشوهها بالكلمات الدخيلة .
لغتنا جميلة وعذبة ، ولغتنا بحر مليء بالكنوز والدرر الثمينة ، كلما وجدتَ كنزاً من كنوزها يشعرك بأنك ما زلت في بداية المشوار وأنك لا شعورياً ترغب باكتشاف المزيد من الدررِ ، فكيف نسمح لجمالٍ كهذا أن يُشَوَه ويُلَوَث؟

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights