منزلة السُنّة النبوية في الإسلام
إلهام عوض عبدالله الشهراني
إن مكانة السُنّة النبوية عظيمة في التشريع الإسلامي فهي الأصل الثاني بعد القرآن الكريم، والتطبيق العملي لِما جاء فيه.
فالقرآن، وضع قواعد وأُسس للتشريع والسُنّة عنيت بتفصيل هذه القواعد، وبيان تلك الأسس الشارحة لمعانيه، ولا يكتمل دين فرد مسلم إلا بأخذه السُنّة النبوية جنباً إلى جنب مع القرآن.
إن الله عزّ وجلّ أمر عباده في مواضع عدّة في القرآن باتّباع الرسول والعمل على سنته، وأن طاعته من طاعة الله وجعل الإيمان برسوله مقروناً بالإيمان به في قوله تعالى: (من يُطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولّى فما أرسلناك عليهم حفيظا) النساء 80
“فتنة الدّين يعود غريباً”
قال عليه الصلاة والسلام:(بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء).
اجمع العلماء أن الإسلام بدأ في عصر الجاهلية والناس جاهلون ويعبدون الأوثان ويعود غريباً عند جهل الناس وإهمال ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أقوال أو أفعال أو تقرير أو إرشاد.
وفي ذات السياق: عند تصفّح العالم الافتراضي وما فيه من الغثّ والسمين، فالبعض يجتهدون بما يخصّ حاجة الفرد المسلم مثل الرقية الشرعية أو الأذكار اليومية أو الدعاء لطلب الرزق والزواج أو حديث.
من دون مبالغة فالغالبية ليس على السُنّة النبوية فينطبق ما قال عليه الصلاة والسلام:(من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ).
عواقب الاجتهادات الفردية وعدم التحرّي مما ينشر؟
1_ يتعوّد عامة الناس على الأخذ والعمل بها في اعتقادهم أنها من هدي النبوة فلا يؤجرون على أعمالهم ولايعتبرون من أتباع نبي الأمة الذي قال عليه الصلاة والسلام: (ستفترق أمّتي على اثنان وسبعين فرقة كلهم في النار إلا واحدة من كان على الجماعة) أي العمل على سُنّة النبي والصحابه من بعده.
2_ عندما ينشر حديث لا يتحرى عن إسناده الصحيح لا سيما في أحاديث إسنادها مكذوب أو منكر يقع الفرد المسلم في إثم عظيم لقوله عليه الصلاة والسلام: (إن كذبً عليّ ليس ككذب على أحد من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار).
3_ يستطيع الذين في قلوبهم مرض زرع شرورهم في هذا المنحنى لإبعاد الناس عن سُنّة النبي عليه الصلاة والسلام.
وفي الختام:
على المسلم الحرص التام عند تصفّح العالم الافتراضي وعدم الأخذ بما ينشر عن سُنّة النبي عليه الصلاة والسلام، إلا بعد التحري عن صحة الأحاديث من بطون الكتب، وعليه أن يتجنب النشر للعامة من دعاء أو رقية أو أذكار ليست على السُنّة النبوية في زمن غربة الدين ورفع العلم.
اللهم اجعلنا ممن أحيا سُنّة نبيك كما قال عليه الصلاة والسلام:(من أحيا سنة من سنتي فعمل بها الناس كان له مثل أجر من عمل بها لا ينقص من أجورهم شيئاً، ومن ابتدع بدعة فعمل بها كان عليه أوزار من عمل بها لا ينقص من أوزار من عمل بها شيئاً)
والله الهادي لسواء السبيل