تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
مقالات صحفية

القدس قلب الأمة النابض وشبابها المتجدّد

محمد بن أحمد بن خالد البرواني
محمد للاستشارات الاداريّة والتّربويّة
‏alnigim@gmail.com

برغم المآسي والمحن، و برّغم الرّزايا والإحن، ووطأة احتلال غاشم، خضّب يده بدماء الأبرياء، وشوّه وجهه بكلّ صفاقة وجه الحياة، برغم اعتداءاته الجسيمة، والشّوك الذي يزرعه في كلّ أركان المدينة.. القدس باقية ما بقي الرّمق فينا. منها الصمود ومنّا مسك الشهداء. فالقدس محركة الهمّة وموقظة الأمة عندما يخبو أوَراها، وتقصر أسوارها وتنكص أصواتها، ويفتر أزيزها وتطيل غفواتها، تثور كثورة بركان خامد، يسمع فيه العالم هزيز الإسلام، وتكبير الفرسان ليبقى خاتم الأديان في ذاكرتهم، بل ذاكرة كلّ إنسان “يملأ الدنيا ويشغل النّاس” ولا خيار أمام أعداء الدّين غير أحد الخيارين : فإمّا الفوز والنّجاة، وإمّا الشقاء حتّى الممات .

وفي غفوة منهم وبعده عن مقاصده السّمحة، يتوقدّ القدس ليكون في قمة اهتمامات العالم، ومن أولى أولوياته فيطفئ الله مكر الماكرين، ويقوّي بإذنه شوكة عباده المتّقين المرابطين، فيبقى الإسلام عزيزاً متيناً ولو كره الكارهون، ويشتدّ ساعد المسلمين وتزداد أُخوتهم ” في الّلية الظلماء يُفتقد البدر” ، وتستنير بصيرتهم ، ويكونون على العهد دوما، ناصرين دينهم و مترابطين “كالبنيان المرصوص” ، فلا يضرّهم كيد المعتدين أو غلّ الحاقدين أو جمعهم العظيم، فعلّمنا ربّنا بقوله (كم من فئة قليلة غلبة فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين) البقرة 249 . ( وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم ) آل عمران 66.

تحتاج الأمة إلى قرارات ترفع الهّمم فيشتدّ عودها، وينبري الماهر والحاذق والصانع والعارف، وتذهب الأسقام وتزول الآلام ونستنشق نسيماً طاهراً، وتزول الأوجاع، وتنشرح الصّدور، ويتلاشى الأسى وينبعث الأمل، وتزداد النفوس بهجة ورضى، فالأمة كالأرض (إذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج ) الحج 5.

فما أعظمها من دلالة وما أجلها من إشارة..إن التجديد في الفكر والتّغيير في الأهداف والإصلاح في النفس، لهو طريق المسلم وديدنه وسبيله ومقصده. فلا يتحقق مقصد بأداة خاملة وفكر عقيم و أياد مرتعشة، ولا يحدث إصلاح بعقول جامدة فلا بشارات ترسم الآفاق ولا تأثير في النفوس يجعلها تنتج المفيد وتكسر القيود، وتفلّ الحديد، كما فلّه الرّسول محمد صلوات الله عليه وأصحابه من بعده، وفلّه عمر بن عبد العزيز.

ونهضت بالتأثير والعزم شعوب سنغافوره وكوريا الجنوبية واليابان بعد نكبات، واستعادت به تركيا قيمها وعادت في بناء حضارتها ومجدها، وغزة تسطّر أروع الأمثال، وتقدّم أجمل الدروس للأجيال
فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم .. وتأتي على قدر الكرام المكارم
ويعظم في عين الصغير صغارها.. وتصغر في عين العظيم العظائم ( المتنبي))
ألا انهض وسر في سبيل الحياة .. فمن نام لم تنتظره الحياة(الشّابي)

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights