صالح بن خليفة القرني
نسمع كثيراً عن تقصير هنا وإهمال هناك وترهل هنا وفساد هناك ولكن قليلاً أو نادراً ما نجد ثناءاً ومدحاً لمخلص في عمله ومتفانية في واجبها، مع يقيني طبعاً أن هؤلاء لا يلتفتون للمدح ولا يعنيهم الثناء فقد وضع كل منهم نصب عينيه راحة ضميره قبل كل شي والرزق الحلال الذي سيطعم به عياله لينال الأجر والمثوبة عند ربه.
حرك قلمي الراكد موقفان الأول في مجمع صحي الخابورة والآخر في مركز اللولو في بركاء ، إذا قُدِّر لي ليلة البارحة أن أزور لطارئ ما مركز صحي الخابورة استقْبَلَنا فيه ذلك الموظف الدمث الخلق في السجلات الطبية بترحاب جم وكأننا أقرب أقاربه حين قلنا له أننا من الرستاق ، فتح لنا ملف زيارة للطبيب الذي بابتسامته وإيجابيته تشفى قبل أن تُعالج، ثم المرضة التي رغم تجهمها إلا أنني لم أشعر إطلاقاً بوخز حقنة الأولفين التي أعطتني إياها وددت شكرها وخشيت أن تفهم شكري توددا.
ثم موقف آخر في مركز اللولو ببركاء إذ أعجبتني الروح العالية لموظف بيع الأسماك إذ يكاد ينثر البِشْر على الزبائن نثراً حيث تجده يعمل من أعمق أعماقه وددت أن أسجل له شكراً في كلماتي هذه علها تصل.
إن رأيتموني من المداحين فاحثوا في وجهي التراب فلا مصلحة لي في مدحهم خاصة أنني لم أحدد إن كانوا عمانيين أو وافدين ما يهمني منهم من كان أخا ثقة.
مثل هؤلاء كثير فقد شاهدت كما شاهد غيري اليوم مقطعاً للمذيع عبد العزيز العجمي يصف ما شاهد من جهد في أحدى مدارس السلطنة وعبر عن استائه لتقصير بعض أولياء الأمور عن متابعة أبنائهم وبناتهم ، ثم نسمع للأسف من أولياء الأمور من يصب جام غضبه على المعلمين والمعلمات لا أقول إن الأخيرين ملائكة تمشي على الأرض لكن فيهم من إخوان الثقة الكثير ممن لا يعنيه كُرِم أم لا شُكِر أو لا بل أن بعضهم -وأنا مسؤول عن كلامي- من يدفع من جيبه لنشاط أو وسيلة تعليمة أو تكريم طلاب.
قس على ذلك جميع المخلصين من مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة من العمانين ومن غيرهم من يهمه أن ينام قرير العين بعد أن أدى واجبه إذ حرث حقله وبذر بذره وانتظر غيث ربه، بمثل هؤلاء يحتفى وبهم تتقدم الأمة وهم من يستعان بهم في النائبات العظائم فليبشروا بطمأنينة في قلوبهم وسكينة في نفوسهم ورضى من ربهم.
