العيد السعيد وجائحة كورونا
الدكتور : سعيد بن راشد بن سعيد الراشدي 12 /5 /2021 م
لقد عشنا وعاش العالم الإسلامي نفحات ربانية عظيمة في أياماً معدودات هي نفحات عطرةٍ من شهر رمضان المبارك، أعاده الله علينا جميعاً باليُمن والبركاتِ أياماً عديدةً وأزمنةً مديدةً ورزقنا صيامه وقيامه وتلاوة القرآن الكريم آناءِ الليلِ وأطراف النهار، شهراً عشنا فيه رحمات من الله سبحانه وتعالى، وضيفاً ننتظره بشوقٍ ولهفة.
هاهي الأيام المعدودات –شهر رمضان- تمرُّ مرَّ السحَاب، وتنطوي ساعاتها بسرعة كسرعة البرقِ، ونسأل الله تعالى أن نكونَ فيه من الفائزين برضوانه سبحانه وتعالى، والمعتوقين فيه من النار يارب العالمين.
نحن نودعُ شهر الرحمةِ والغُفران بكل شوقٍ وحنين، نودعه بختام صيامنا وتحصيل جوائزنا من الله سبحانه وتعالى، ونحن سعداء بهذه النفحات الربانية، وأجورها العظيمة التي عشناها، فإننا والحمد لله نستقبل شهر شوال المبارك لنفرحَ فيه بعيد الفطر السعيد أعاده الله علينا جميعاً باليُمن والبركات.
يأتي عيد الفطر بعد صيام شهر رمضان المبارك؛ لتتوالى علينا الطاعات والعبادات من حيث أنّ أعيادنا الإسلامية تتجلى فيها الكثير من المعاني الربانية الجميلة، فأعيادنا والحمد لله إنما هي من الطاعات والقربات التي نتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى، فيها يتم تعظيم المولى سبحانه وتعالى وذكره من خلال إقامة شعائر العيد من التكبير والتهليل وإخراج زكاة الفطر للفقراء والمساكين، وإقامة صلاة العيد، وغيرها من القربات الربانية، مع استحضارنا الفرحَ والسرورَ والبهجةِ على هذه النعمِ التي أنعم اللهُ بها علينا، ويأتي عيد الفطر السعيد لتتجلى فيه كل المعاني الاجتماعية والإنسانية بين المسلمين بشكلٍ عام وبين أفراد الأسرة الواحدة بشكلٍ خاص، فتزيد الألفة بين الناس، وتتقارب القلوب على الود والمحبةِ والتسامح، والإخاء بين أفراد المجتمع المسلم.
لنا في رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم القدوةَ الحسنةِ في إظهار الفرحِ والسرورِ في يوم العيد، ورُوي عن أنس رضي الله عنه قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ولأهلها يومان يلعبون فيهما، فقال: ” قد أبدلكم الله بهما خيراً منهما؛ يوم الفطرِ ويوم الأضحى” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
نحن في وطننا العزيز عمان وبما يقارب العام والنصف نعيش تداعيات هذه الجائحة العالمية -جائحة كورونا- نبتهل ونسأل الله تعالى أن يرفعها ويحفظنا وبلادنا والمسلمين ويحفظ العالم أجمعين، ويحلُ علينا عيد الفطر السعيد ونحن نُكابد كما يُكابد العالم أجمع من التداعيات الكبيرة لهذه الجائحة؛ لذا يجب ُعلينا جميعاً أن نتعاون ونتكاتف ونكون يداً واحدة، وأن نلتزم كل الالتزام، وأن نتقيد بالتوجيهات والإجراءات الاحترازية الصادرة عن الجهات المسؤولة، والجهات المكلفة لمتابعة تداعيات هذه الجائحة، حتى نعيش أيام عيد الفطرِ السعيد بدون كدرٍ وبدون ألم.
لا يسعنا في هذا المقام إلا أن نرفع أجمل التهاني والتبريكات للمقام السامي لحضرة مولانا صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظ الله ورعاه بمناسبة عيد الفطر السعيد، وأن يعيد على جلالته هذه المناسبة السعيدة باليمن والبركات، وأن يحفظ عماننا العزيزة وأهلها الكرام في ظل قيادته الحكيمة، وأن يرفع هذه الغُمة عنا وعن كافة المسلمين والبشريةِ جمعاء إنه سميع مُجيب الدعاء.