بدرية بنت حمد السيابية
جعل الله العيد فرصةٌ للفرح والسرور، ومنحةٌ ربانيةٌ؛ كي يشعر فيه المؤمنون بأنهم أدوا العبادات وفازوا برضى الله تعالى، ففيه يرتدي الناس أجمل الثياب، ويجتهدون في إظهار طريقةٍ للتعبير عن فرحهم، سواء كانوا كباراً أم صغاراً، فإظهار الفرح في العيد سنةٌ نبويّةٌ مطهّرة، يجب على جميع المؤمنين العمل بها، وهناك طقوس وفعاليات تقام بالعيد لها نكهة خاصة يتميز بها، وخاصة عيد الفطر المبارك تكون الفرحة أكبر ، فرحة قضاء شهر رمضان المبارك بصيامه وقيامه. مصحوب بدعوات لله بأن يتقبل صومنا، وفرحة رؤية الصغار والكبار في سرور.
من العادات والتقاليد في العيد معنا “الهبطة” يخصص لها يوم أو يومان يباع فيها المواشي، والألعاب والأكلات الشعبية،والملابس الجاهزة وغيرها الكثير وتجد الناس فرحين، وخاصة الأطفال يشترون الألعاب بعد ما جمعوا مبالغ من “العيدية”، ويختلف من بلد إلى آخر لصرف العيدية للأطفال فالبعض يصرف العيدية لهم في صباحية العيد، والبعض قبل العيد بيومين، فتسعد قلوبهم الصغيرة فرحين بقدوم العيد السعيد.
عند صباح العيد بعد الاغتسال ولبس الملابس النظيفة والجديدة، ورشها بأجود أنواع العطور الشذية والبخور، يذهبون لتأدية صلاة العيد يهللون ويدعون الله بأدعية تستجاب بإذن الله تعالى وبعد تأدية شعائر الله في هذا اليوم المبارك، يخرجون من المسجد والطمأنينة تجسد قلوبهم، فيستقبل الناس بعضهم البعض بالسلام وتبادل التهاني والتبريكات، وتكمن الفرحة في زيارة صلة الأرحام لمشاركتهم فرحة العيد، مع تناول الحلوى العمانية والقهوة الممزوجة بالهيل والزعفران، مع تناول وجبات لا يخلو بيت من بيوتنا منها في صباحية العيد كالعرسية مع الترشة، والمكبوس باللحم وغيرها من الأكلات،.بعد ذلك يتم ذبح أضاحي العيد من أبقار ومواش تم تربيتها ، وهذا الأمر لا يقتصر فقط على عيد الأضحى فقط ، فالبعض يقوم بذبح الأضحية في كلي العيدين ، ويقوم بتقسيمها وتوزيعها ، ثم يتم تقسيم الجزء الخاص بالأسرة إلى ثلاث فئات هم جزء للمقلي ، وجزء للشواء ، وجزء للمشاكيك.
للعيد نكهة خاصة يتميز بها، ينتظره الصغير والكبير ليكون العيد فُسحةٌ واسعة من الفرح، وفرصةٌ رائعة لنبذِ الحزن والهموم والتهيّؤ لفرحة العيد؛ لأنّ فرحة العيد شيءٌ فطريّ ينبع من الأعماق، تأتي دون أي تخطيطٍ مسبق، إذ تأتي مثل نسمة ربيعٍ هادئة تهبُّ على القلب وتسعده وتُشعل فيه قناديلَ الفرح، كما أنّ فرحة العيد هي أكثر ما يربط الإنسان بطفولته مهما كبر في العمر، فالذكريات تطوق قلبه وعقله وتتبرمج على واقع جميل تسرد به كل اللحظات الجميلة في العيد.
ادعو الله أن يرحم مولانا السلطان قابوس بن سعيد المعظم طيب الله ثراه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته، ويبارك في عمر السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه وأن يعم الخير على وطني عُمان الحبيبة، وأن يزول الوباء وترجع الحياة كما عهدناها سابقا بإذن الله تعالى.
وكل عام والجميع بخير.
