حاوره : أشرف الخزيري
فن النحت من الفنون التشكيلية الجميلة التي لها طابعها الخيالي في فن التصميم واستغلال الخامات المتوفرة . “والإبداع لوحه فنية يوظف فيها الفنان الإحساس و التفكير ليخلق فن يخطف الأنظار”. معنا في الحوار الشاب النحات إسحاق الربخي من سلطنة عمان طالب بجامعة السلطان قابوس سوف يجيبنها على العديد من الأسئلة حول هذا الفن الذي وضع بصمته الخاصة من خلال تجسيد اشكال عديدة من الاخشاب و بقايا النخيل و الطين و عظام الحيوانات.
-بداية الفن عبارة عن موهبة بسيطة، كيف كانت بدايتك مع فن “النحت” ؟
كانت بداياتي بسيطة ومهمشة، حيث كانت بدايتي قبل عشر سنوات عندما اكتشفت اني املك هذا الفن ولكن بأسلوب تميز بالبساطة. فبفضل الله ثم فضل معلمي لمادة التربية الفنية بدأت بالمشاركة في مسابقات داخل المدرسة وشجعني معلمي على الاستمرار. ثم بدأت مشاركتي في الورش المدرسية الداخلية وأيضا خارج المدرسة. وبعد ممارستي لهذا الفن التشكيلي استطعت أن اطور من اعمالي حيث كانت بدايتها بالكتابة بالرصاص ثم بالألوان وبعدها استطعت ان استخدم أدوات النحت المعروفة والحمد لله انا الأن طالب في جامعة السلطان قابوس من كلية التربية أدرس التربية الفنية .
لكل فنان فلسفته الخاصة ، ما مدى حبك لهذا فن النحت؟
فلسفتي الخاصة لهذا الفن ان بدايتي لم أحبه بشكل كبير. ولكن بعد أن بدأت في تشكيلي للعديد من الأعمال والوجوه وبعض المجسمات البسيطة، اصبح هذا الفن التشكيلي هو شغفي الذي ساعدني على إبراز التفاصيل التي أحبها.
– ما أهم أعمالك التي نالت إعجاب الجمهور؟
جواب: أكثر عمل نالت إعجاب الجمهور هو العمل الذي أسميته “جاء بها ورحل عليها” كما حصلت على المشاهدات الكبيرة والعديد من الناس شكروني على هذا العمل الجبار وأصبح اسمي معروف بين الناس بهذا العمل.
-أخبرنا أكثر عن العمل الذي أسميته “جاء بها ورحل بها” وكيف جاءتك هذه الفكرة.
هذا العمل الذي نال إعجاب الجمهور هيه تمثيل وتجسيد لعربة السلطان قابوس الراحل طيب الله ثراه. حيث تم تشييد جنازته فيها. جاءت فكرة هذا العمل عندما بدأت افكر لعمل ليوم النهضة المباركة فتبادر في ذهني عربة السلطان الراحل طيب الله ثراه لتكون ذكرى خالدة لكل عماني. فبدأت في العمل ولكن انتابني بعض من الخوف حيث ما ذا سوف يقول الناس عني، وهل سوف يتقبل الجمهور هذا الفكرة أم سوف ينتقدونها, بعد أن أنهيت عملي ونشرت الصورة في العديد من وسائل التواصل الاجتماعي والبرامج، حصلت على الكثير والكثير من المشاهدات. وكذاك حصلت على الشكر والتقدير والثناء من قبل الجمهور واصبح “اسحاق الربخي” معروف بهذا العمل.
-ذكرت لنا أن لديك تجارب في النحت على الخامات المتوفرة مثل عظام الحيوانات, كيف كانت تجربتك مع النحت على عظام الحيوانات والجماجم؟
نحت العظام او الجماجم من التجارب الحديثة لي وهي من أصعبها تقريبا بسبب الروائح التي تفرزها الحيوانات الميتة. ففي البداية اذهب الأودية للحصول على بقايا الحيوانات او الحيوانات الميته، ومن ثم ابدا في تنظيفها وتعقيمها وتحنيطها, ومن ثم أضعها في الشمس لفترة طويلة لتذهب كل الروائح منها. بعد ذلك اقوم بإعادة صياغتها والنحت عليها بحيث اجعلها تبدو بمظهر جميل واقوم بتشكيل بعض الزخارف عليها ومن ثم يمكن وضعها وتعليقها بشكل جميل وبيعها.
لا بد من وجود خطوات رئيسية يجب اتباعها قبل بداية نحت أي عمل جديد , ما الخطوات الأولية التي تتبعها قبل بداية اي عمل؟
قبل بدايتي لكل عمل، أولا لابد من اختياري لفكرة جديدة. مثلاً لو أردت أن أبدا في عمل يخص بالعيد الوطني، يجب أن انظر للأعمال التي تم تنفيذها في السنوات الماضية وأفكر في فكرة جديدة لم يسبق لأحد أن ابتكرها. وثانيا بعد الحصول على الفكرة، أبدأ في جمع الأدوات والخامات المطلوبة للعمل. وأخيراً أبدأ في تنفيذ العمل والتجسيد.
–ما التحديات والصعوبات التي واجهتها مع فن النحت؟
من الصعوبات والتحديات التي واجهتني مع النحت هو عدم القدرة في توفيري لبعض الخامات مثل الرخام، فالرخام مثلاً يجب أن أذهب الى مصنع الرخام وأخبره بالمقاسات ومثلنا تعرفون أن الرخام يباع بسعر غالي. وأيضاً بعض الأدوات والآلات قيمتها غالية وأحياناً تكون غير متوفرة في السلطنة فأضطر إلى طلب الآلة وانتظارها فترة زمنية يمكن أن تصل إلى الأشهر وكذلك الحال عن تصليح أي آلة.
–ما رأيك في مستقبل فن النحت في السلطنة ؟
من رأيي أن مستقبل النحت في السلطنة سوف يكون له اهتمام كبير، نجد الأن الناس مهتمين بهذا المجال و هذا ما نراه في وقتنا الحالي من مسابقات وقيام بعض المؤسسات العديد من الورش. ونتمنى أن يكون له اهتمام أكبر وعمل الدورات التدريبية المتزامنة في مختلف المؤسسات وقيام المهرجانات والمعارض والمسابقات للفن النحت.
هل لديك أي اضافات أو نصيحة تود أن توصلها للقراء؟
نعم أريد أن أقدم نصيحتي, لكل من يقرأ هذا الحوار أصنع لنفسك الفرص ولا تنتظر من أحد، حاول ولا تجعل للخوف مكان. وتأكد أن النقد هو سبب للنجاح فبعد التجارب سوف تصنع الشخصية الناجحة وتطور العديد من المهارات الأخرى.
