2024
Adsense
مقالات صحفية

لا تظلموا سوق الرستاق

حمود بن علي بن حمد الحاتمي

ضجت وسائل التواصل الاجتماعي يوم أمس بمشهد لسوق الجمعة الذي اعتاد الناس ارتياده فجر كل جمعة من كل أسبوع ولم يكن هبطة عيد كما فسره البعض.
حيث أن هذا السوق كما يعلم الجميع يفد إليه الناس من ولايات السلطنة الأخرى.
قد ذهب تفسير القائمين عليه كما هو في الأسواق الأخرى كنزوى، وسناو، وغيرها من الأسواق التقليدية التي رصد فيها تجمعات على أنّ قرارات اللجنة تسري من يوم السبت 8/5/2021 ولم يكن يوم الجمعة.

يوم الجمعة هو سوق عادي تعرض فيه المنتجات المحلية كالعسل، والتمور، والمنتوجات الزراعية، والأغنام، والأبقار، سوق كباقي أيام الجُمع السابقة.
ما حدث أنّ بعض الناس ذهب إلى تصوير جانب من مشاهد بيع الحيوانات ليتلقفه بعض من يدعون المثالية وصرخوا بأعلى أصواتهم بأن هناك تجاوزات جسيمة حدثت في هذا التجمع وبالغوا في وصف الناس بالجهل تارة، والاستهتار تارة أخرى، ومنهم من ذهب إلى تحميل الجهات الحكومية الوضع الذي آل إليه، ولعلي هنا يجب أن أوضح بعض الحقائق:

أولاً : أهالي الولاية يتمتعون بقدر عالٍ من المسؤولية و َالوعي، ويظهر ذلك في التزامهم الدائم بقرارات اللجنة العليا، فلم ترصد علناً أي قضية في محاكم الولاية يعلن فيها عن مخالفين، وكذلك يظهر التزام الناس صغيرهم، وكبيرهم نساؤهم ورجالهم شبابهم وشيبانهم متلزمون بلبس الكمامة أينما تواجدوا، وأينما حضروا في مشهد يعبر عن الوعي، وحتى المشهد الذي صوّر يوم أمس أتحدّى بأن ترى فيه متسوق لم يلبس الكمامة.

ثانياً: إقامة سوق الجمعة كان معتاداً، وجاء متوافقاً مع قرارات اللجنة العليا التي سمحت سابقاً بفتح الأسواق التقليدية من خلال لبس الكمامة والإجراءات الأخرى، ولم يكن هبطة عيد كما يشاع، وقد فهم الناس أنّ غلق الأسواق التقليدية كان يسري يوم السبت الموافق 8/5 /2021 شأنه شأن الأنشطة التجارية الأخرى، وهو ما جرى صباح اليوم السبت من التزام الجميع بقرارات اللجنة، وأودّ أن أُشير إلى أنّ غلق السوق مساء أمس لم يكن بسبب سوق الجمعة، إنما استعدادًا لتنفيذ قرار اللجنة بغلق الأسواق التقليدية في السلطنة.
فلم تكن هناك مظاهر للسوق صباح اليوم، مما يدل على وعي أهالي الولاية وحرصهم الوطني في المساهمة في خفض أعداد مصابي كرونا. مما يدلّ على وعي الناس و الأرقام الإحصائية في انخفاص أعداد المصابين بالولاية مقارنة بباقي الولايات الأخرى، كما يرصده الرصد الوبائي لوزارة الصحة.
ثالثاً: عتبي على مدّعي التأثير في التواصل الاجتماعي؛ فأنتم بدلاً أن تكونوا مصدر إشعاع حضاري في التوعية والنهوض بالمجتمع صرتم عالة على المجتمع، لبستم ثوب الإشاعات وحرصتم على التسابق في تصوير الناس في حياتهم بدون مسوغ قانوني يجيز لكم ذلك، فهل لديكم تصريح من الجهات المعنية يسمح لكم بتصوير مقاطع وصور لأشخاص دون علمهم؟ وسلبت منهم خصوصيتهم بسبب رغبتكم الجامحة للسبق والظهَور.
لماذا لم ترصدوا التزاحم الذي تقومون به أنتم في المولات الكبرى و تصطحبون فيها عوائلكم مساء كل يوم؟وسارعتم إلى تصوير البسطاء وهم يشترون من بسطات سوق الرستاق حاجاتهم البسيطة.
من يحمي البسطاء من تسلط شاشاتكم وكاميراتكم؟
ذهب بعض المغردين إلى أنّ الجهات المعنية لا تراقب الوضع في الولاية، وذكروا بمهام سعادة الوالي.
يمكنني القول أنّ أصحاب السعادة في الولايات، ومنهم سعادة الشيخ صالح بن ذياب الربيعي والي الرستاق قائم بدور فعال في ظل هذه الجائحة، من خلال خطاباته المستمرة للمشايخ والمواطنين، والحث المستمر للدعوة إلى الالتزام بالإجراءات الإحترازية، وكذلك الالتزام بقرارات اللجنة العليا، والاجتماع المستمر مع الجهات الأخرى في الولاية ذات العلاقة والتنسيق المشترك. كما يقوم سعادته بجولات ميدانية لمتابعة عمل المراكز الصحية والمستشفى المرجعي، فهناك عمل مؤسسي وأهلي قائم في الولاية، وسوق الجمعة الذي صوّره بعض المتنطعين على أنه تجاوزات لم يكن هبطة عيد، إنما كان سوق جمعة كسابقه، و كان هناك سوء فهم ولبس لدى الناس في قرار اللجنة العليا بأن الحظر يسري فقط يوم السبت.

أنا هنا لأوصل رسالة: أنّ أهالي الرستاق يتمتعون بقدر عالٍ من الوعي والمسؤولية، وكما كانوا سيظلون كذلك على الدوام.

لا عزاء لمشاهير التواصل الاجتماعي ممن يدّعون المثالية، فأنتم لستم إلا زوبعة رماد سوف تمحوها زخات مطر أهل الوعي والثقافة والأخلاق الحميدة.
دمتم بعافية.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights