الأوضاع بمزيد من التفاؤل والأمل
د. ناصر بن حمود الحسني
Oman99277@hotmail.com
كثيراً ما كانت الظروف تسوء من سيءٍ إلى أسوأ، ويتقلَّبُ الإنسانُ في النِّعم التي لا تعدُّ ولا تُحصى في هذه الحياة؛ ولكن من يقرأ التاريخ يدرك أنَّ الأوضاعَ إذا ساءت، واتجهت من حسن إلى سيء لا يعني ذلك عدم وجود التفاؤل، وأنَّ الإنسانَ يجب أنْ يفقد بالتالي الأمل؛ إنما عليه أنْ يقول يا أزمة اشتدِّي تنفرجي، والتاريخُ يقول أنَّ الأوضاعَ قد تصل في الأسوأ ولا بدَّ من الوصول إلى ذروة السيءِّ حتى تنفرج وتعدي الأوضاعُ هذه المرة على خير، وبالتالي يصل الإنسانُ إلى برِّ الأمان.
ونحن ولله الحمد والمنِّة في بلادنا الغالية عُمان أوشكنا أن نصل إلى ذروة الأسوأ في الأوضاع؛ من غلاء معيشة، ورفع الدعم عن الكهرباء والماء، وفرض الضرائب، وتأخر الترقيات، وأزمة الباحثين عن العمل، وأزمة المسرحين من العمل، وهذا على مستوى الداخل؛ بالإضافة إلى أزمة عالمية خانقة في انخفاض أسعار النفط، وانتشار جائحة كونية خطيرة تعرف بكورونا، ومع هذا وذاك التاريخ يقول أنَّ كلَّ هذه الأزمات ستذهب، وتكون في كتب التاريخ، وتتجاوز الأمةُ العُمانيةُ حالها كحال العالم أجمع هذه الأوضاع السيئة، وترسو السفينة والعلم العماني يرفرف عالياً خفاقا معلناً الانتصار على كلِّ الأزمات المتلاحقة.
ولهذا ندعو الجميع بأن يتسلَّح بسلاح التفاؤل، ويتوشَّح بوشاح الأمل حتى يكون ضمن المجموعة التي يفتخر بها الوطن في الرخاء والشدة؛ فالواجب يحتم علينا الوقوف مع الوطن في وقت الشدة؛ فقد قطفنا كلنا ثمار الرخاء والأوضاع الجيدة التي كانت وسادت عبر فترة من الزمن؛ ولهذا يطالبنا الوطن بالوقفة الجادة البطولية التي يستحقها منا جميعا حتى نعبر هذه الأزمة وتعدي الأوضاع السيئة وتكون أيضا من ضمن صفحات التاريخ، وتنتصر عُمان على كلِّ العقبات التي تواجهها.
فامضِ يا سلطاننا هيثم المغوار؛ فشيوخ عُمان وشبابها، ورجالها ونساؤها بل وحتى الأطفال خلفك لا شقاق ولا فتن، وتستمر المسيرة والنهضة والبناء، ويكون عهداً سعيداً بكلِّ معاني الكلمات والدلالات والمعاني، وتحقق رؤية عُمان 2040 كلَّ ما يحلم به المواطن العماني على هذه الأرض الطيبة إن شاء الله.