شجرة سدرة المدام بولاية ينقل إحدى أكثر الأشجار عمرًا في السلطنة
ينقل / العمانية
تنتشر أشجار السدر في العديد من الأودية والسهول والأماكن المرتفعة في السلطنة وتُزرع على مسارات الطرق وهي إحدى الأشجار الكبيرة المعمّرة وتنمو في المناطق التي تهطل عليها الأمطار الموسمية.
وقد أفردت الموسوعة العُمانية للسدرة مساحة واسعة في مجلدها الخامس تحدّثت فيه عن التصنيف العلمي لأشجار السدر التي يُطلق عليها عدة أسماء محلية منها / سدرة / و/ ضيد / و/ علب / و/ عود / و/ كنار / و/ سدربري / و/ ضبيد /.
ووفقًا للموسوعة العُمانية فإن شجرة السدر تعدّ من الأشجار الكبيرة والمعمّرة حيث أوردت لها العديد من الشواهد الموجودة في السلطنة مثل متنزه الروضة الطبيعي بمحافظة مسندم الذي يحتوي على أشجار السدر بنسبة 90 % من الأشجار المزروعة.
أما أكثر أشجار السدر عمرًا فتوجد في قرية المدام بولاية ينقل بمحافظة الظاهرة وسدرة أخرى في قرية الصبيخي بولاية عبري التي يقدّر الأهالي عمرها بـ 350 عامًا إلى جانب شجرتي سدر تجاوز عمرهما 250 عامًا إحداهما في بلدة المازم بعبري والأخرى في بلدة سوقة بولاية قريات بمحافظة مسقط بالإضافة إلى سدرة في الفيقين بولاية منح تجاوز عمرها (150) عامًا.
كما تناولت الموسوعة صفات وأنواع السدرة وارتفاعها وأماكن وجودها وانتشارها وتأقلمها مع الظروف البيئية والمناخية المختلفة وأماكن زراعتها داخل وخارج السلطنة حيث أوضحت بأنها تُزرع من شمال إفريقيا إلى أفغانستان وفي المنطقة الشرقية من شمال غرب الهند وكذلك في شبه الجزيرة العربية من أجل الاستفادة من ثمارها وأخشابها.
وتضمّنت الموسوعة العُمانية وصفًا دقيقًا لمكونات السدرة وأوراقها وثمارها ومدة نضجها وموسم إزهارها وتحوّله إلى ثمار من سبتمبر إلى نوفمبر، مشيرةً إلى أنّ أشجار السدر تنمو في التربة الرملية والمناطق الحارة والمعتدلة حيث إنها من الأشجار التي تتحمّل الجفاف وتنمو جيدًا تحت ارتفاع (914) مترا من مستوى سطح البحر.
كما أوضحت الموسوعة العُمانية فوائد شجرة السدر حيث تُعدّ مصدرًا مهمًا لنحل العسل ويُسمّى عسل السدر، وتُعد أوراق شجرة السدر وفرعها مكانًا وسكنًا ومصدرًا لغذاء بعض الطيور والزواحف والثدييات، كما أن المواشي تقتات على أوراق هذه الشجرة في وقت الجفاف.
وحول الاستفادة من أشجار السدر تناولت الموسوعة العُمانية عدة مجالات منها خشب السدر الذي يدخل في العديد من الصناعات التقليدية العُمانية كصناعة القوارب والفحم والتدفئة والطبخ، بالإضافة إلى الاستفادة من أخشابها في صناعة بعض الأدوات المختلفة، فضلا عن استخدام أوراق السدر في السلطنة قديما قبل ظهور الصابون والمنظفات الصناعية إذ كانت تُهرس وتُطحن ثم يُنظف بها الجسم والشعر.
وتطرّقت الموسوعة العُمانية إلى الاستعمالات الطبية لشجرة السدر والأمثال والأقوال العُمانية المأثورة التي ارتبطت بالسدرة إلى جانب أثر شجرة السدرة في تسمية بعض الأماكن في السلطنة مثل بلدة / سدرة / في ولاية محوت و/ السديرة / في ولاية المضيبي و/ السديرات / في ولاية العامرات
و/ وردة السدر / في ولاية وادي المعاول و/ طوي السدرات / في ولاية
محضة.